كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن إنشاءات إسرائيلية واسعة النطاق قرب الحدود المصرية في جنوب قطاع غزة، ما يعكس على الأرجح تحولًا استراتيجيًا في سياسة الاحتلال تجاه القطاع، مع اقتراب العد التنازلي لاقتحام مدينة رفح، آخر معاقل النازحين جنوب غزة.
الصور، التي نشرها محلل صور الأقمار الصناعية والمدوّن الإسرائيلي بن تسيون مكليس، توثق أعمال بناء متسارعة في منطقة تقع غرب مدينة رفح، بين الحدود المصرية وقرية السويدية جنوبي القطاع.
وتُظهر الصور، التي التُقطت خلال أبريل 2025، تطور إنشاء طريق ترابي جديد يمتد من الجنوب إلى الشمال، يربط الحدود المصرية بموقع كبير يعتقد أنه قيد التجهيز لبناء منشأة ضخمة.
ورغم أن صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية امتنعت عن تحديد طبيعة البناء بشكل قاطع، فإنها لم تستبعد أن يكون مخصصًا لـ"توزيع المساعدات الإنسانية"، في محاولة من إسرائيل لإزاحة عمليات التوزيع من تحت سيطرة حركة "حماس".
إلا أن مراقبين اعتبروا أن حجم المنشأة وموقعها الاستراتيجي المتصل مباشرة بالحدود المصرية يُرجّح أن لها طابعًا عسكريًا أو لوجستيًا أكبر من مجرد مركز مساعدات.
محور جديد يغيّر قواعد الاشتباك
بعكس محوري "نتساريم" و"موراغ"، اللذين يقسمان غزة من الشرق إلى الغرب، فإن الطريق الترابي الجديد يمتد من الجنوب نحو الشمال، ويخترق الأطراف الغربية لمدينة رفح، وصولًا إلى حدود منطقة المواصي، التي تعتبر آخر ما تبقّى من مناطق نزوح جماعي لعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
هذا التطور، بحسب مراقبين، لا يمكن فصله عن نوايا جيش الاحتلال بتوسيع عدوانه البري ليشمل رفح، خاصة في ظل تصريحات إسرائيلية متتالية تصف عام 2025 بأنه "عام الحرب"، مع التركيز على غزة وإيران.
استعدادات لهجوم واسع وتجنيد جديد للاحتياط
في موازاة هذه التحركات على الأرض، أعلن جيش الاحتلال عن المهام المركزية التي يعتزم تنفيذها خلال الأشهر المقبلة، وعلى رأسها "استعادة المحتجزين" و"إسقاط حكم حماس"، إلى جانب تعميق ما أسماها بـ"الإنجازات" في الجبهات الشمالية، مثل لبنان وسورية.
وبحسب تقرير لموقع "واينت" العبري، تستعد الفرقة 36 لشن عملية عسكرية واسعة في رفح، مرجّحة أن تبدأ هذه العمليات خلال الأسبوع المقبل إذا لم يحدث اختراق في مفاوضات تبادل الأسرى.
وبدأت القيادة العسكرية فعليًا بتوجيه إشعارات إلى جنود الاحتياط في منازلهم، تحسبًا لتجنيد فوري وغير مخطّط له.
وتشير المعلومات إلى تقسيم قوات الاحتياط المرتقبة إلى قسمين:
- وحدات هجومية ستشارك في اجتياح رفح
- وأخرى ستحلّ محل القوات النظامية التي سيتم سحبها من مواقعها لتكون رأس الحربة في التوغل الجديد.
عائلات المحتجزين: التوسيع تهديد مباشر لأبنائنا
توسيع الحرب نحو رفح يثير غضبًا متزايدًا داخل إسرائيل، خاصة بين عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وتخشى هذه العائلات من أن تؤدي العملية العسكرية الواسعة إلى مقتل أبنائهم، كما أنها تتناقض مع تعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أعلن الأسبوع الماضي، أن "الهدف الأسمى للحرب هو تحقيق النصر على حماس واستعادة الأسرى".
شاهد:
https://x.com/BenTzionMacales/status/1918196341563441499