قال موقع مدى مصري (كأول موقع يصدر في مصر يفصح عن ذلك) إن السعودية عرضت السماح للولايات المتحدة بإقامة قاعدة عسكرية على جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين عند مدخل خليج العقبة.
ونقل الموقع عن 3 مصادر ومسؤولين مصريين أن "الهدف من القاعدة هو أن يتولى الجيش الأمريكي تأمين قناة السويس ومنع دخول أي سفن مشبوهة يُحتمل استخدامها في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قطاع غزة أو الأراضي اللبنانية، خاصة تلك القادمة من إيران.
تثير المقترحات الجديدة الخاصة بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة انقسامًا مماثلًا داخل دوائر صنع القرار في القاهرة، إذ عبّر بعض المسؤولين الذين تحدثوا إلى «مدى مصر» عن رفضهم التام، في حين أشار آخرون إلى أن مصر ليست في موقع يمكّنها من رفض الطلب السعودي بشكل قاطع، وأنها قد تضطر في نهاية المطاف إلى البحث عن سبل تضمن تحقيق بعض التنازلات لصالحها.
أما المسؤول المصري الثالث فيشير إلى وجود العديد من المخاوف لدى القاهرة بشأن وجود عسكري أمريكي محتمل.
أولاً، تخشى القاهرة أن يؤدي تعزيز الوجود العسكري والأمني الأمريكي في المنطقة إلى التأثير على الاستثمارات الأجنبية في خليج السويس، لا سيما تلك التي مُنحت لشركات صينية وروسية، وهو ما قد يعرقل هذه الاستثمارات التي تعوّل عليها مصر لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية في محور قناة السويس، فضلًا عن انعكاسها السلبي على علاقاتها مع بكين وموسكو، بالنظر إلى حجم استثمارات البلدين في مصر خلال العقد الأخير ومصالحهما الاستراتيجية وعلاقاتهما بأطراف فاعلة في اليمن والسودان ومنطقة القرن الإفريقي.
ثانيًا، تخشى مصر أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقويض الترتيبات الأمنية القائمة في سيناء، والتي سمحت بموجبها إسرائيل للقاهرة بزيادة عدد القوات المصرية وبناء نقاط أمنية جديدة في إطار حربها ضد تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش. وبحسب المصدر، تسعى إسرائيل حاليًا إلى تقليص هذه الترتيبات.
ثالثًا، من شأن إقامة قاعدة أمريكية على الجزيرتين أن تعزز العلاقات الأمنية المباشرة بين السعودية وإسرائيل، وهو ما يُتوقع أن تكون له تداعيات سلبية على الدور الإقليمي لمصر، وعلى علاقاتها مع القوى الغربية التي لا تزال تعتبر مصر ذات مكانة مهمة في ضوء اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل.
في المقابل، لا يستبعد المسؤول المصري الثاني أن تدرس مصر المقترح السعودي، مشيرًا إلى أن مصر قد تطلب في المقابل السماح لها بتعزيز وجودها الأمني على الساحل الشرقي لجنوب سيناء.
ويتوقع المسؤولان المصريان الثاني والثالث أن يكون المقترح السعودي بشأن تيران وصنافير على جدول أعمال زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية في منتصف مايو"
وتعليقا قال المستشار الإعلامي ومتخصص التدريب د. مراد علي إن ما تداوله الإعلام من أنباء عن عرض سعودي للولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرتي تيران وصنافير، اللتين تنازلت عنهما الحكومة المصرية مؤخرًا لصالح المملكة، يطرح عدة تساؤلات مشروعة، أبرزها: هل كان التنازل المصري عن الجزيرتين توطئة لترتيبات إقليمية أوسع تعيد رسم موازين القوى على مدخل خليج العقبة، أحد أهم الممرات البحرية الحيوية في الشرق الأوسط؟
وعبر @mouradaly اعتبر أن "الخطوة ترسيخ للوجود العسكري الأمريكي في قلب المنطقة العربية، على تماس مباشر مع مصر والأردن وفلسطين المحتلة".
وحذر أنه "من ناحية أخرى، فإن هذا التموضع سيمنح الولايات المتحدة سيطرة فعلية على أحد المفاتيح البحرية الكبرى، بما يؤثر على حرية الملاحة والسيادة الإقليمية للدول المطلة، وعلى رأسها مصر".
وأشار إلى أن "إقامة قاعدة أمريكية في تيران وصنافير تطور خطير يمسّ الأمن القومي المصري في الصميم. إذ تقع الجزيرتان عند بوابة مضيق تيران، الذي تتحكم مصر من خلاله تاريخياً في دخول وخروج السفن من وإلى خليج العقبة. ".
العمق الاستراتيجي
وحذر من أن قاعدة امريكية في الحدود المصرية و" تواجد قوات أجنبية – أياً كانت الدولة الراعية لها – في هذا الموقع يُفقد مصر عمقها الاستراتيجي، ويفتح المجال لمزيد من التدخلات الدولية في شؤون البحر الأحمر، وهي منطقة لطالما كانت محسوبة ضمن المجال الحيوي للقاهرة".
وأشار إلى أنه "..لا يمكن فصل هذا العرض السعودي - إن صح - عن السياق الأوسع لخطة "إعادة تشكيل المنطقة"، التي طالما تحدث عنها نتنياهو، والتي تقوم على ضمان أمن "إسرائيل" وتطويق أي تهديد محتمل لها، حتى لو تطلّب الأمر إعادة ترتيب التحالفات والمواقع العسكرية في المنطقة".
وأضاف أنه "لعل توقيت هذا الخبر – قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس ترامب – يشي بأن الأمر ليس عرضًا تقنيًا أو اتفاقًا عسكريًا معزولًا، بل جزء من صفقة أكبر يتم إعداد مسرحها بصمت".
وأشار إلى أننا الآن أمام تحوّل بالغ الخطورة، يتجاوز مسألة السيادة على جزيرتين، ليمسّ جوهر توازنات المنطقة وخيارات شعوبها"، متساءلا مجددا "هل ستقف القوى الوطنية في مصر والعالم العربي متفرجة، أم أن هذا الحدث سيعيد إشعال الجدل حول حقيقة التنازل عن الجزيرتين ومآلاته؟ وهل يدرك من ينسّقون هذه الخطوات أن الشعوب لا تنسى، وأن الأرض ليست سلعة قابلة للمقايضة؟".
https://x.com/mouradaly/status/1917903745653841987
وقال متابعون إن الجيش المصري سهل جدًا يرجع جيش المصريين في 3 خطوات:
1 يخرج من السياسة والاقتصاد.
2 يسترجع تيران وصنافير.
3 يفتح هجرة المصريين إلى سيناء لتعميرها.
وقال د. مصطفى جاويش "وساعتها هكون أول واحد يضرب تعظيم سلام لاصغر عسكري".
وكما يقال "قبل الهنا بسنة" لفت الكاتب عبدالناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام السابق في مقال عبر حسابه على فيسبوك إلى أمرين بالغين يتعلقان بزيارة ترامب للمنطقة الأول: ترامب عايز مصر تكلف على قصف اليمن بحجة تسيير الملاحة بالقناة، وعايز إتاوة سنوية من دخل القناة بحجة حماية البحر الأحمر، وليس الهدف السيطرة على قناة بنما فقط، بل كل الممرات المائية في العالم.
وثانيا "أنباء عن أن زيارة ترامب المقبلة للسعودية تتضمن الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على تيران وصنافير، ويمكن ده أحد أسباب الخلاف بين مصر والسعودية، اللي خلى العيد هناك الأحد وهنا الاتنين." بحسب عبدالناصر سلامة.
تيران وصنافير
وكتب سعوديون عن أن "امتناع مصر عن تسليم تيران وصنافير، وتسجيلات بها سخرية بذيئة لسلمان وولده، ومحاولة المخابرات المصرية تجنيد شخص يعمل في الديوان"، بحسب الأكاديمي السعودي د.سعيد بن ناصر الغامدي، الذي تناول أسباب تصاعد الأزمة بين السيسي ومحمد بن سلمان وكشف معلومات خطيرة.
وقال "الغامدي" @saiedibnnasser: "الهمس المتداول حول تصاعد الأزمة بين السيسي ومبس يتناول أمورًا عديدة منها:
•امتناع مصر عن تسليم جزيرتي تيران وصنافير (اسمها الحقيقي ثيران بالثاء).
• وصول تسجيلات صوتية للرياض فيها سخرية بذيئة لسلمان وولده.
• محاولة المخابرات المصرية تجنيد شخص يعمل في الديوان.
وعلق "وأيًا كان الأمر فإن في ذلك عبرة لأصحاب القلوب المؤمنة.. فقد ألقى الله نيران الشقاق بين الحلف الثلاثي الموالي للكيان المحتل (مصر سعودية إمارات).. (فَأَغۡرَیۡنَا بَیۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ )".