كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الستار عن خطة سرية أعدتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قبل هجمات السابع من أكتوبر 2023، كانت تستهدف اغتيال القياديين البارزين في حركة حماس، يحيى السنوار ومحمد الضيف، في عملية مزدوجة. ورغم دقة التخطيط والاستعداد، تم تأجيل التنفيذ مرارًا بقرار من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي اعتقد أن "حماس مرتدعة"، وفقًا لما نقلته الصحيفة.
 

تفاصيل الخطة السرية
   في عام 2023، عرضت الجهات الأمنية على نتنياهو خطة عملياتية معقدة تحمل الاسم الرمزي "حقوق مزدوجة"، والتي تهدف إلى تنفيذ اغتيال متزامن لكل من السنوار، زعيم حركة حماس في غزة حينها، ومحمد الضيف، قائد كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة.
ورغم أن الاسم الحقيقي للعملية لا يزال خاضعًا للرقابة العسكرية، إلا أن الصحيفة كشفت بعض تفاصيلها للمرة الأولى.

الخطة وُضعت بتنسيق مشترك بين جهاز الأمن العام (الشاباك)، وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وسلاح الجو الإسرائيلي، كجزء من الدروس المستفادة من فشل محاولات سابقة للقضاء على الرجلين في عملية "حارس الأسوار" عام 2021. أطلقت الأجهزة الأمنية على الضيف لقب "الملك"، فيما حمل السنوار لقب "هاس"، في إشارة إلى رموز أوراق اللعب.
 

لماذا لم تُنفَّذ العملية؟
   رغم جاهزية الخطة، تم تأجيلها عدة مرات بقرار من نتنياهو، حيث كان مقتنعًا بأن سياسة الاغتيالات السابقة نجحت في ردع الفصائل الفلسطينية، خصوصًا بعد عملية "الدرع والسهم" في مايو 2023، التي استهدفت قادة في حركة الجهاد الإسلامي، وكان يردد أن "توازن الردع" مع حماس مستقر، وأن تنفيذ الاغتيال قد يكون غير ضروري في تلك المرحلة.

وتنقل الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الوضع كان كالتالي: "عندما أرادوا (تنفيذ الاغتيالات) لم يتمكّنوا، وعندما باتوا قادرين، لم يرغبوا"، حتى أصبح الوقت متأخرًا جدًا، وجاءت هجمات 7 أكتوبر، التي شكلت صدمة استراتيجية لإسرائيل.
 

الإنكار الرسمي وردود الفعل
   بعد كشف الصحيفة لهذه المعلومات، سارع ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إنكار أن الخطة قد عُرضت على نتنياهو، مؤكدًا في بيان رسمي أنه "خلال عام 2023، وخصوصًا في الفترة التي سبقت هجمات 7 أكتوبر، لم يتم تقديم أي اقتراح رسمي لرئيس الوزراء لاستهداف قادة حماس في غزة، ولم تكن هناك جهوزية كاملة لذلك"، وأضاف البيان أن "الجهات الأمنية نفسها أوصت بعدم تنفيذ العملية".

لكن مصادر استخباراتية سابقة، تحدثت للصحيفة دون الكشف عن هويتها، أكدت أن نتنياهو كان لديه فرصة ذهبية لاتخاذ القرار، لكنه اختار تأجيله استنادًا إلى تقديرات خاطئة، وهو ما ساهم بشكل مباشر في فشل التقدير الأمني الإسرائيلي أمام الهجمات المفاجئة التي قادتها حماس في أكتوبر.