فيما يواصل قطاع غزة معاناته من الأزمات الإنسانية المدمرة نتيجة العدوان الصهيوني المستمر، سجلت وفاة سادس رضيع في غضون أسبوع واحد بسبب البرد القارس والانخفاض الشديد في درجات الحرارة، حيث لحق الرضيع علي البطران، الذي وافته المنية صباح الاثنين، بتوأمه جمعة الذي توفي أمس الأحد، نتيجة الظروف القاسية التي يعيشها سكان غزة في خيام النزوح.
 

وفاة الرضيع علي البطران بسبب البرد القارس
   أعلن مصدر طبي فلسطيني لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، عن وفاة الرضيع علي البطران (شهر واحد) صباح الاثنين. وكان علي توأم للطفل جمعة الذي توفي الأحد بسبب البرد في خيمة بمخيم دير البلح في وسط القطاع.
وتعد هذه الحالتان جزءاً من سلسلة مأساوية من الوفيات، حيث سجل القطاع هذا الأسبوع وفاة أربعة أطفال آخرين حديثي الولادة، تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يوماً، بسبب البرد القارس وظروف الحياة المأساوية.

 

حياة مليوني نازح في خيام مهترئة ومجاعة مستشرية
   منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه نحو مليوني نازح في قطاع غزة ظروفاً مأساوية، إذ أُجبروا على العيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، ولا تقيهم من البرد القارس أو الرياح العاتية.

وتسبب الحصار الصهيوني المدمر في دمار واسع للبنية التحتية في القطاع، مما جعل من المستحيل توفير مأوى دافئ أو ملابس شتوية للأطفال.
 

الأطفال يموتون يومياً بسبب البرد والجوع
   وفي تصريحات خطيرة، قال مدير الإغاثة الطبية في غزة، محمد أبو عفش، إن الأطفال يستشهدون يوميًا بسبب البرد الشديد ونقص الغذاء وحليب الأطفال.

وأوضح أن الوضع الإنساني في غزة أصبح كارثيًا، مع انعدام الموارد الأساسية مثل الخيام، البطانيات، الطعام، والمياه، وقال أبو عفش: "نحذر من أن المزيد من العائلات قد تموت جراء التجمد داخل خيامها".
 

كارثة إنسانية بسبب هجمات الاحتلال الصهيوني المستمرة
   يُضاف إلى هذه المعاناة المستمرة، الهجمات العسكرية للاحتلال الصهيوني التي لم تتوقف منذ 45 يومًا.
حيث قامت الطائرات الحربية الصهيونية بشن مئات الغارات والقصف المدفعي، مما أدى إلى دمار واسع في المناطق السكنية وزيادة عدد الضحايا المدنيين.

ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد القتلى في القطاع 45,541 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة 108,338 آخرين منذ بداية الهجوم العسكري في أكتوبر الماضي.
 

الفيضانات تزيد من معاناة النازحين
   مع استمرار الهجمات العسكرية، تضاف إلى المأساة ظروف الطقس القاسية، حيث شهدت مناطق متفرقة من غزة أمطارًا غزيرة خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى غرق العديد من الخيام والملاجئ المؤقتة في مياه الأمطار.

في مناطق مثل دير البلح ومواصي خان يونس، شهد النازحون ليلة قاسية، حيث امتلأت خيامهم بالمياه مما جعل من المستحيل العيش فيها.
 

البلدية تحذر من كارثة صحية وبيئية
   وفي ذات السياق، أعلنت بلدية غزة أن الوضع في المدينة ينذر بكارثة صحية وبيئية، حيث تسببت الأمطار والعواصف في إغراق العديد من الخيام والملاجئ.

وأشار المتحدث باسم البلدية عاصم النبيه إلى أن "شبكات الصرف الصحي تعرضت لتدمير هائل، مما أدى إلى فيضان مياه الصرف الصحي والأمطار إلى عشرات المنازل والملاجئ".
 

مساعدات عاجلة في انتظار الموافقة
   في تصريح آخر، أفاد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، بأن المساعدات الشتوية التي تشمل البطانيات والمراتب لا تزال عالقة منذ أشهر، في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة.

وأضاف لازاريني أن الأطفال في غزة يموتون نتيجة تجمدهم في الخيام بسبب البرد القارس.