شهدت غزة يومًا آخر من التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف بشكل مباشر المدنيين والمنشآت الحيوية، في ظل استمرار العدوان والحصار المتواصلين منذ أشهر.

وفي واحدة من أبرز المشاهد المأساوية، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، محولًا المؤسسة الطبية إلى ساحة للخوف والدمار.

قصف المستشفيات: مأساة تتكرر
أفادت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال بما في ذلك الطائرات المسيّرة، قصفت مستشفى كمال عدوان خمس مرات متتالية، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من الكوادر الطبية، بينهم حالة حرجة تتلقى العلاج في قسم العناية المركزة. مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، أعرب عن استيائه البالغ من هذه الهجمات، واصفًا إياها بأنها "اعتداء همجي وغير مسبوق".

وقال أبو صفية في بيان رسمي: "للمرة الخامسة اليوم، استُهدف مستشفى كمال عدوان بطريقة وحشية. القنابل المليئة بالشظايا تُمطر علينا، مما يجعل العمل الطبي مستحيلًا تقريبًا. طواقمنا مرهقة من مواجهة هذا العنف المتكرر. لا يمكننا فهم هذا الكم من الوحشية الموجهة ضد الفرق الطبية والمستشفيات."

بيت لاهيا: حصار وقصف متواصل
في بيت لاهيا، الوضع لا يقل سوءًا. تشير التقارير إلى أن قوات الاحتلال فرضت حصارًا خانقًا على مدارس أبو تمام التي تأوي آلاف النازحين. كما زرعت القوات الإسرائيلية براميل متفجرة في أحياء مشروع بيت لاهيا، في خطوة تهدد بتحويل المنطقة إلى دمار شامل.

وقال محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في غزة: "الوضع في بيت لاهيا كارثي. السكان البالغ عددهم 60 ألفًا يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب والغذاء، وهم معرضون للموت في أي لحظة. قوات الاحتلال تمنعنا من تقديم أي خدمات طبية أو إغاثية في المنطقة."

مجازر مستمرة وضحايا تحت الركام
وزارة الصحة الفلسطينية وثقت خلال الساعات الـ24 الماضية استشهاد 36 فلسطينيًا وإصابة 96 آخرين، في حين أشارت إلى وجود جثث لا تزال تحت الأنقاض نتيجة منع فرق الإسعاف من الوصول إليها. من بين هؤلاء الضحايا، استُشهد ستة فلسطينيين جراء قصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الزيتون بمدينة غزة، بينما قضى خمسة آخرون في قصف استهدف منطقة بيت لاهيا.

كما أسفرت هجمات الاحتلال عن استشهاد مدني في حي الجنينة شرقي رفح، وإصابة آخرين في قصف على حي النصر شمالي المدينة. واستمر القصف على المناطق التجارية، مستهدفًا سوق عمر المختار، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة بين المدنيين.

حصيلة مأساوية وأزمة إنسانية خانقة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 44 ألفًا، بينهم آلاف النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 100 ألف. ومع استمرار الحصار على مخيم جباليا منذ شهرين، يعاني سكان القطاع من كارثة إنسانية متكاملة، مع نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، وتدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل.

شاهد الفيديو:
https://twitter.com/i/status/1864059155146813492