نقل د. فاضل سليمان الداعية الإسلامي شهادة مجاهدين كانوا بصحبة الىىىنوار، في جنوب قطاع غزة.
قالوا بشهادتهم: كُنا برفقة القائد الشهيد أبي إبراهيم الىىىنوار في إحدى العُقد القتالية المتقدمة في مناطق شرقي جنوب القطاع، وانتهت مهمتنا في العُقدة بعد الإثخان بفضل الله في قوات العدو المتوغلة، حيث برفقتنا نفذ الحاج أبو إبراهيم 6 مهمات قتالية ما بين تدمير آليات عسكرية واشتباك مع قوات راجلة واستهداف قوات متحصنة في المنازل.
انتهت ذخيرتنا فكان قرار القيادة الميدانية هو الانسحاب إلى عُقدة ثانية قريبة وتعزيزها بشرياً لتواجد ذخيرة هناك دون تواجد مجاهدين بالعدد الكافي.
عقدنا النية وتوكلنا على الله وهَمَمْنا بالخروج تحت القصف المكثف، وطائرات الاستخبارات الاىىىرائيلية لا تفارقنا في السماء، وبمجرد خروجنا رفض الحاج الخروج وبقي في العُقدة القتالية بسلاحه الشخصي وبرفقة أحد المجاهدين الذي رفض كذلك الخروج.
عُدنا وأصررنا عليهم بأنه لا فائدة من البقاء هنا سوى التهلكة، فما أدى ذلك إلى تغيير رأيهم فَهَمْمْنا بتنفيذ قرار القيادة الميدانية وذهبنا إلى العُقدة الثانية تحفنا عناية الرحمن.
وبعد أسبوع فُقد الاتصال بالحاج أبا إبراهيم الىىىنوار ومن معه، وأصاب من يعلم بالتفاصيل الوهن والخوف من أن يكون قد أصابه مكروه وقررنا الصمت لأنه نوه علنا بأنه لا يجب أن يعرف أحداً أنني كُنت برفقتكم هنا إطلاقاً.
وبعد عدة ساعات من القلق والخوف شاهدناه أمامنا يركض كالليث ويحمل سلاحه وبرفقته ثُلة من المجـاهدين بإتجاه أحد المنازل التي يتحصن فيها جنود وضباط جيش الاحتلال.. وحدث الاشتباك وقررنا المساندة بما لدينا من ذخيرة.. وخرج مرة أخرى مصاباً بشظايا قذيفة TBG كانت قد استهدفت المنزل خلال الاشتباك.. نظرنا إليه بتعجب ولم ننبس ببنت شفه ونظر إلينا وقال: "مالكم يا إخوان، يلا ضايل علينا شغل كتير".
كُنا نرى شماتة وحديث القريب والبعيد ونحن نعلم بأن الميدان يقول غير ذلك.
وعندما نقلنا له في أحد المرات ما يِقال عليه في وسائل الإعلام وفي العوام، قال بالحرف "حسنااات حسنات حبطرش يا شباب، مالكم خليهم براحتهم واحنا براحتنا بنثخن فيهم".
وأصر على عدم تصحيح أي من الذي يُقال في الاعلام إطلاقاً حفاظاً على سلامته ورغبة منه في الاستمرار في الأثخان.
أما عن خروجه إلى رفح والمحور القتالي في الكتيبة الغربية فله حديث مُطول.
https://x.com/FadelSoliman/status/1848094984638955536
ونقل المحلل السياسي سعيد زياد ما جرى في ساعات السنوار الأخيرة قائلا: "بعد انتهاء عمليات العدو في خانيونس، انحاز السنوار للقتال في رفح، ورافقه في مواقع القتال جميعها، قائد كتيبة تل السلطان، الشهيد محمود حمدان، وقائد ميداني آخر معهما، وقاتلوا قتالاً ضارياً في مواقع كثيرة منذ نهاية مايو وحتى أمس.
وأضاف، عبر @saeedziad": "كان بحوزة السنوار وصاحبيه سلاحاً شخصياً لكل منهم، وبندقية قنص دراجنوف، وأثناء انتقالهم من موقع لآخر، اكتشف العدو وجود مقاتلين في المنطقة، وبدأ الاشتباك".
وتابع: "تحصن السنوار ورفاقه في منازل المنطقة، ودخلت عليهم قوات العدو، ففاجؤوهم بنيران كثيفة مما سبب إصابة جندي بجراح خطيرة بحسب اعتراف العدو، مما استدعى طلب قائد كتيبة العدو تعزيزات للسيطرة على المنزل".
وأردف: "بدأ الاقتحام الثاني، فألقى السنوار قنبلتين يدويتين من النافذة على القوة المقتحمة، مما أدى إلى إصابة بعضهم وتراجعها، وبدأت القوة بتنفيذ عملية "ضغط" على المبنى باستخدام نيران الدبابات وصواريخ ورشاشات دون معرفة هوية المسلح العنيد".
وأكمل: "بعد وابل من القذائف، أدخل العدو طائرة بدون طيار، وهي التي سجلت السنوار وهو جالس مصابًا على الأريكة، يلقي عصا باتجاهها، ويبدو أن ذخيرته قد نفذت".
وواصل: "دامت الاشتباكات أكثر من 6 ساعات، تضمن عدة اقتحامات فاشلة للمنزل، وارسال متكرر للطيران المسير، وقصف متتال بقذائف الدبابات، دون أن يتمكن العدو من حسم المعركة".
وتابع: "في الساعة الرابعة مساءً، وبعد استعصاء اقتحام المنزل، أمر قائد الكتيبة 450 بفتح نيران المدافع على المنزل حتى انهار جزئيًا، مما أدى إلى استشهاد السنوار ورفاقه".
وختم "زياد" قائلا: "استشهد السنوار بقذيفة دبابة، ولم يتمكن العدو من التعرف على جثمانه إلا في نهار اليوم التالي".