د. محمد صبحى رضوان
للأسف الشديد لم نفعل نحن كمصريين مع اوباما أو رئيسة الاتحاد الاوربي مثلا عندما يزورون مصر (مع انهم غير مسلمين) مثلما نفعل الآن مع الرئيس الايراني احمدي نجاد مع ملاحظة أن الرئيس الإيراني حضر ممثلا لبلاده في مؤتمر القمة الاسلامية ولم يحضر بدعوة خاصة منفردة بالضبط كما زار الولايات المتحدة الامريكية ولم يفعلوا معه مثلما نفعل معه الآن رغم ان الخلاف بينهما أشد وأعمق من الخلاف معنا, والسبب أنه زارها ليس بدعوة خاصة وانما في مؤتمر الأمم المتحدة ولكي تحافظ الولايات الامريكية المتحدة على وجود مقرات هذه المنظمات العالمية على أراضيها لابد وأن نفصل بين ذلك وبين العلاقات الخاصة.
وبنظرة تحليلية لمشكلتي العراق وسوريا أرى أن مصر بقيادة الدكتور مرسى تملك فرصا كبيرة وأوراق مناسبة للضغط على ايران لتسريع فرص ايجاد حل سلمي للأزمة السورية، كما ان اقامة علاقات قوية بين مصر وايران قد تؤدي الى تخفيف الضغط الايراني على السنة في العراق.
والناظر بهدوء للأبعاد السياسية يدرك أن ايران بالنسبة لمصر تمثل ورقة ضغط مهمة على دول الخليج خاصة التي تدير ملف القضاء على الثورة والتي تحتضن رموز وفلول نظام المخلوع , بل من العجيب أن دول الخليج التي بينها وبين ايران مشاكل اكبر من مصر ومع ذلك ( أي دول الخليج ) تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع ايران , ويحرمون علينا ذلك ويضغطون على مصر لعدم اقامة هذه العلاقات وأرى من الخطأ الدبلوماسي الاستجابة لهذه الضغوط.
بل الأدهى أن الرئيس الإيراني حضر قمة مكة الاسلامية التي انعقدت في شهر رمضان الماضي بدعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز واستقبله العاهل السعودي بحفاوة كبيرة اثناء قمة مكة، واوقفه على يمينه وهو يستقبل الزعماء المشاركين، بينما لم يلق الحفاوة نفسها الرئيس التركي عبدالله غول، او الرئيس المصري محمد مرسي اللذان كانا في الصفوف الخلفية.
و من واجب دول الخليج انسانيا وسياسيا واستراتيجيا أن تمد يد العون لمصر بالمساعدات الاقتصادية وكسب مصر في صفها بدلا من تركها فريسة للضغوط الغربية , خاصة في ظل الاوضاع الداخلية المضطربة بها حاليا.
وهذا بلا شك سيجعل لمصر دورها المتوازن بين دول الخليج وايران , لا أنني أتوقع في حالة عدم قيام دول الخليج بهذا الدور سوف تسارع ايران للقيام به وأعتقد أن مصر في هذه الحالة سوف تبحث عن مصالحها بما لا يؤثر على ثوابتها وابعاد انتماءاتها العربية والاسلامية وربما سيكون القطار قد فات أنظمة الخليج الحاكمة.
بقيت نقطة أخيرة ولا ادري هل تدركها أنظمة الحكم في الخليج أم لا ؟ وهي أن النظام في مصر قد تغير وأن ما كان يفعله المخلوع سابقا لن يتكرر مع نظام الحالي في مصر.

