أثار إعلان وزارة الدفاع الإماراتية إنهاء ما تبقى من فرق مكافحة الإرهاب في اليمن "بمحض إرادتها وبالتنسيق الكامل مع الشركاء"، موجة سخرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ساعات قليلة من المهلة السعودية التي منحتها الرياض لأبوظبي للخروج من الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة. التوقيت المحرج للبيان الإماراتي، الذي جاء بعد إعلان القيادة اليمنية إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات وطلب خروج قواتها، كشف حجم الإحراج الذي تعرضت له أبوظبي، التي حاولت تصوير الانسحاب كقرار سيادي وليس استجابة للضغوط الإقليمية.
المتابعون اعتبروا أن محاولة الإمارات تصوير الانسحاب كقرار إرادي يعكس حالة الإنكار التي تعيشها القيادة الإماراتية، خاصة بعد بيان الخارجية السعودية الصريح والمهلة الزمنية المحددة التي لم تترك مجالاً للمناورة. التغريدات الساخرة تناولت التناقض الصارخ بين ادعاء "محض الإرادة" وبين الواقع الميداني الذي فرض على أبوظبي الخروج بعد تصعيد غير مسبوق في التوترات مع السعودية واليمن.
تغريدات ساخرة تفضح رواية "الإرادة الحرة"
الدكتور إبراهيم حمامي، علق ساخراً على البيان الإماراتي بقوله: "أضحكتني بكامل إرادتها... على أساس لم يقرأ أو يسمع أحد ببيان الخارجية السعودية ومهلة الـ24 ساعة!!".
تعليق حمامي يعكس السخرية الواسعة من محاولة الإمارات إخفاء حقيقة أنها اضطرت للخروج تحت الضغط، وليس بقرار طوعي كما ادعت. المتابعون اعتبروا أن توقيت الإعلان الإماراتي، الذي جاء قبيل انتهاء المهلة السعودية بساعات، يفضح الرواية الرسمية التي حاولت أبوظبي الترويج لها.
الكاتب ناصر بن عوض القرني، وسّع دائرة السخرية لتشمل التدخلات الإماراتية في دول أخرى، قائلاً: "عقبال ما تخرج من السودان وليبيا 'بمحض إرادتها' 🤲".
تعليق القرني يكشف أن التدخل الإماراتي لا يقتصر على اليمن، بل يمتد إلى دول عربية أخرى تشهد صراعات، حيث تدعم أبوظبي أطرافاً معينة لتحقيق أجندتها الخاصة. الدعوة الساخرة بخروج الإمارات من السودان وليبيا "بمحض إرادتها" تحمل رسالة واضحة عن رفض شعبي عربي واسع للتدخلات الإماراتية في الشؤون الداخلية للدول.
مطالبات بالخروج من دول عربية أخرى
الدكتور تاج السر عثمان، طرح تساؤلاً مباشراً عن التدخل الإماراتي في السودان، قائلاً: "باقي السودان متى ستخرج منه بمحض إرادتها".
السؤال الاستنكاري يعكس الغضب السوداني من الدور الإماراتي في الحرب الدائرة بالسودان، حيث تتهم أطراف سودانية وإقليمية ودولية أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والتمويل، ما أدى إلى تعقيد الأزمة وإطالة أمد الحرب. الربط بين الخروج الإماراتي من اليمن والمطالبة بخروج مماثل من السودان يشير إلى نمط إقليمي متكرر من التدخلات الإماراتية.
ضاحي خلفان يكشف العقلية الإماراتية تجاه اليمن
في تعليق مثير للجدل، كتب ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس شرطة دبي السابق، مخاطباً اليمنيين: "الاخوة في اليمن ستجدون شريكا يأمركم وعليكم التنفيذ..نفذوا كما يأمر...لا أمر لكم بوطن إلا كما يريد..فأفعلوا ما تؤمرون. وبالتوفيق. احذروا السلاح والتصادم بينكم".
تغريدة ضاحي خلفان الاستفزازية كشفت العقلية الإماراتية الحقيقية تجاه اليمن، التي تنظر إلى الشعب اليمني كتابع يجب أن ينفذ الأوامر دون نقاش. اللهجة الآمرة والاستعلائية في التغريدة أثارت غضباً واسعاً، واعتبرها كثيرون انعكاساً للنهج الإماراتي الذي يرى الدول العربية الأخرى مجرد ساحات نفوذ وليست دولاً ذات سيادة.
الإشارة إلى "شريك يأمركم" تكشف أن الإمارات كانت تنظر لنفسها كصاحبة قرار في اليمن، وأن خروجها يعني انتقال هذا الدور إلى طرف آخر، في تجاهل تام لإرادة الشعب اليمني ومؤسساته الشرعية. التحذير من "التصادم" يحمل تهديداً ضمنياً باستمرار الفوضى إذا لم يخضع اليمنيون للإملاءات الخارجية.
السخرية الواسعة من البيان الإماراتي تعكس فقدان أبوظبي لمصداقيتها في المنطقة، بعد سنوات من التدخلات التي أدت إلى تعميق الانقسامات ودعم مشاريع انفصالية في اليمن. محاولة تصوير الخروج كقرار إرادي لم تنطلِ على أحد، بل كشفت حجم الإحراج الذي تعرضت له القيادة الإماراتية بعد المواجهة السعودية-اليمنية الحاسمة التي أجبرتها على الانسحاب.

