واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء 31 ديسمبر 2025، انتهاكاته الممنهجة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، في تصعيد خطير يأتي رغم اتفاق وقف إطلاق النار. شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة غارات جوية وقصفًا مدفعيًا استهدف مدينة رفح جنوبًا ومخيم المغازي وسط القطاع، فيما واصلت قوات الاحتلال والمستوطنون المتطرفون اعتداءاتهم وتنكيلهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
هذه الانتهاكات تأتي في ظل معاناة إنسانية خانقة يعيشها الفلسطينيون، حيث ارتفع عدد الوفيات بفعل المنخفضات الجوية منذ بداية ديسمبر إلى 25 شخصًا بينهم 6 أطفال، فضلاً عن انهيار 17 مبنى وتضرر أكثر من 42 ألف خيمة أو مأوى مؤقت، ما أثر على 235 ألف شخص.
المشهد الكارثي يزداد قتامة مع استمرار الحصار والتجويع والحرمان من الخدمات الأساسية.
غارات جوية وقصف مدفعي: انتهاكات سافرة لوقف النار
شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء غارات جوية استهدفت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ومخيم المغازي وسط القطاع، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف تزامن مع إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال شرق مخيم جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال.
رصدت الجهات الحكومية المختصة في غزة 969 خرقًا لاتفاق وقف النار، تمثلت في 298 جريمة إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، و54 جريمة توغل للآليات.
هذه الأرقام الصادمة تؤكد أن الاحتلال لا يلتزم بأي اتفاقيات، وأن حياة الفلسطينيين لا قيمة لها في حساباته.
الأيام السابقة شهدت غارات مماثلة، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي مناطق متفرقة من القطاع امتدت من شمال غزة حتى جنوبها، وقامت قوات الاحتلال بنسف عدد من المباني شرق مدينة غزة.
هذا النمط المتكرر من الاعتداءات يعكس سياسة ممنهجة لتدمير البنية التحتية وترويع المدنيين.
الضفة الغربية تنزف: استشهاد وإصابات وحرق منازل
في الضفة الغربية، استشهد الشاب يسام ياسر نزال (20 عامًا) مساء الثلاثاء برصاص قوات الاحتلال بعد أن أطلقت النار على سيارته في بلدتي عينبوس وعوريف جنوبي نابلس.
وأصيب أربعة فلسطينيين آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء وجودهم في سيارتهم بنفس المنطقة، وفقًا لما ذكرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
في جريمة صارخة، أحرقت قنبلة ألقاها الجيش الإسرائيلي منزل فلسطيني في بلدة بيت دقو، الواقعة شمال غرب رام الله، نتيجة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع داخله، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.
هذه الممارسات البربرية تعكس وحشية الاحتلال واستخفافه بالقوانين الدولية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي طوباس وعقابا في شمال الضفة الغربية، وبلدة بعلين غربي رام الله، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بين الشباب وقوات الجيش. وأغلق الجيش الإسرائيلي مدخل دير دبوان شرق رام الله.
منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، استشهد ما لا يقل عن 3 آلاف فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأصيب حوالي 11 ألفًا، بالإضافة لاعتقال أكثر من 7 آلاف شخص خلال عام 2025 فقط.
كارثة إنسانية: 25 قتيلاً بالبرد و42 ألف خيمة مدمرة
المأساة الإنسانية في غزة تتفاقم بشكل مرعب، حيث ارتفع عدد حالات الوفاة بفعل المنخفضات الجوية منذ بداية ديسمبر إلى 25 شخصًا، بينهم 6 أطفال.
فرق الدفاع المدني والإنقاذ أكدت أن قطاع غزة لم يشهد قبل ديسمبر الحالي منخفضات جوية مصحوبة بأمطار ورياح قوية وبرد شديد بهذه القسوة.
وكالة الأونروا أوضحت أن العاصفة "بايرون" التي ضربت القطاع في 10 ديسمبر شكلت كارثة طبيعية، إلا أن تداعياتها كانت من صنع الإنسان، في إشارة للدمار الواسع الذي خلفه العدوان وانهيار البنية التحتية.
وبحسب مجموعة المأوى في غزة، انهار 17 مبنى كليًا، فيما تعرض أكثر من 42 ألف خيمة أو مأوى مؤقت لأضرار كاملة أو جزئية، ما أثر على 235 ألف شخص في مختلف مناطق القطاع.
الوضع الصحي كارثي، حيث يوجد حوالي 350 ألف مريض بأمراض مزمنة في غزة يشملون مرضى السرطان والسكري والفشل الكلوي والقلب، بالإضافة لحوالي 50 ألف امرأة حامل محرومات من الرعاية الصحية الأساسية.
عدم القدرة على مواصلة غسيل الكلى، ونقص الإنسولين وأدوية القلب المنقذة للحياة، ونقص الوقود والكهرباء، كلها عوامل تساهم في زيادة الوفيات.
حوالي 95% من السكان يفتقرون للمياه النظيفة، وأكثر من 85% يعيشون في فقر مدقع.

