أعلن الكاتب والمفكر المصري الدكتور أسامة الغزالي حرب، عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك"، دعوته العلنية لمقاطعة إسرائيل واعتبارها "دولة منبوذة" من الشعوب العربية، بعد ما وصفه بـ"ذروة الوحشية والفجور" في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ عامين.

وقال حرب، الذي كان من أبرز الداعمين لتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل في أعقاب توقيع معاهدة السلام عام 1979، إنه بات اليوم يرى أن ما تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة تجاوز كل حدود الإنسانية، داعياً الشعوب العربية إلى رفض أي شكل من أشكال التعامل أو التطبيع معها.

وأضاف في منشوره الذي حمل عنوان "إسرائيل دولة منبوذة":
"هذه دعوة منّي، أنا المواطن المصري صاحب هذه الكلمات (وقد سبق أن كنت من المتقبلين لتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل عقب عقد معاهدة السلام بينهما في 1979). أطلقها اليوم بعد أن بلغ العدوان الإسرائيلي العنصري الغاشم على غزة، طوال عامين كاملين، منذ أكتوبر 2023، ذروة وحشيّته وفجوره، وبعدما قتل ودمّر وخرّب كلّ من وما يمكن قتله أو إصابته أو تدميره".

وأشار حرب إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر، بحسب وصفه، عن مجازر مروّعة، إذ تجاوز عدد الشهداء 67 ألف فلسطيني، ثلثهم من الأطفال دون الثامنة عشرة، إضافة إلى تدمير أكثر من 193 ألف مبنى، شملت منازل ومدارس ومستشفيات ومرافق عامة، ما جعل القطاع أشبه بـ"كومة من الركام والأنقاض"، على حد تعبيره.

وأكد المفكر أن التعليم في غزة توقف تمامًا على مدار عامين كاملين بعد تدمير أكثر من 90% من المدارس، مما حرم آلاف الأطفال من حقهم في التعليم وأوقف مستقبل جيلٍ كامل، واصفًا ما يجري بأنه "جريمة إنسانية موصوفة" ترتكبها إسرائيل في وضح النهار أمام أنظار العالم.

وفي سياق دعوته، فرّق حرب بين العلاقات الرسمية التي قد تراها بعض الحكومات "ضرورة سياسية أو دبلوماسية"، وبين موقف الشعوب العربية التي يجب أن تعلن مقاطعتها التامة لأي تعامل مع إسرائيل. وقال:
"فلتكن إسرائيل دولة منبوذة بحقّ من الشعوب العربية، ترفض وتقاوم أيَّ تحايلٍ للتطبيع أو التعامل معها."

وأضاف أن التاريخ الحديث عرف نماذج لدول منبوذة واجهت عزلة دولية نتيجة ممارساتها القمعية أو سياساتها العدوانية، مثل الصين في فترة ما قبل انفتاحها، وإيران، وليبيا، وميانمار، وكوريا الشمالية، وسوريا تحت حكم الأسد، مؤكدًا أن "ما فعلته إسرائيل في غزة يفوق وحشية كل هذه النماذج مجتمعة".

وتأتي تصريحات الغزالي حرب في وقتٍ تتزايد فيه الدعوات الشعبية والسياسية في العالم العربي والإسلامي لمقاطعة إسرائيل اقتصاديًا وثقافيًا، في ظل استمرار العمليات العسكرية على قطاع غزة ودخولها عامها الثاني، مع تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

يُذكر أن الدكتور أسامة الغزالي حرب يُعد من أبرز المفكرين والسياسيين الليبراليين، وسبق أن شغل مناصب مهمة منها رئاسة مجلس أمناء حزب الجبهة الديمقراطية، كما كان من أبرز الداعين في فترات سابقة إلى الانفتاح والتطبيع مع إسرائيل انطلاقًا من رؤية سياسية تؤمن بضرورة "السلام والاستقرار في المنطقة".
إلا أن دعوته الأخيرة تمثل انعطافة فكرية وسياسية حادة، عبّر فيها عن تحولٍ جذري في قناعته الشخصية تجاه إسرائيل بعد ما شهدته غزة من دمار وقتل على مدى عامين كاملين.

واختتم حرب منشوره بدعوة مفتوحة لكل المثقفين والإعلاميين والنخب العربية إلى الوقوف في صف العدالة الإنسانية، قائلًا:

"فلتكن إسرائيل اليوم دولة منبوذة من الشعوب العربية، ترفض وتقاوم أي تحايلٍ للتطبيع أو التعامل معها. فالصمت أمام هذا العدوان خيانة للضمير الإنساني."

https://www.facebook.com/osama.alghazaly.harb/posts/2589776858056586?ref=embed_post