أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا انسحاب بلاده من "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" (IHRA)، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا على الساحة الدولية، وربطها مراقبون بموقف حكومته المناهض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وصف الرئيس لولا الحرب الإسرائيلية بأنها "إبادة جماعية"، وساند الدعوى القضائية المقدَّمة من جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وهو ما أشعل توترًا دبلوماسيًا مع تل أبيب.

نشر موقع Middle East Monitor هذا التقرير يوم 30 يوليو 2025، مؤكدًا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تعلن انسحاب البرازيل إلا بعد ستة أيام من وقوعه. أوضح التقرير أن الخطوة جاءت نتيجة خلافات حول تعريف معاداة السامية، حيث رفضت الحكومة البرازيلية اعتماد تعريف التحالف الذي يعتبر انتقاد إسرائيل شكلًا من أشكال معاداة السامية، معتبرة أن ذلك يُستخدم لإسكات التضامن مع الفلسطينيين.

عزّزت وزارة حقوق الإنسان والمواطنة البرازيلية هذا الموقف ببيان رسمي أكدت فيه أهمية الدفاع عن حرية التعبير، ورفض استخدام تهم معاداة السامية لحماية سياسات الاحتلال. وشدّدت على التزام البرازيل بمكافحة العنصرية ومعاداة السامية بجميع أشكالها، لكنها رأت أن التحالف الدولي لا ينسجم مع هذا الالتزام.

في المقابل، وصف السفير الإسرائيلي لدى البرازيل داني دانون القرار بأنه "مخجل"، واتهم حكومة لولا بـ"تبييض" معاداة السامية. لكن نشطاء ومؤسسات حقوقية دافعوا عن موقف البرازيل، مؤكدين أن دعم القضية الفلسطينية لا يتعارض مع رفض العنصرية.

يرى مراقبون أن انسحاب البرازيل يعكس توجهًا أوسع في أمريكا اللاتينية يتحدّى الخطاب الغربي السائد حول إسرائيل، ويعيد رسم العلاقة بين التضامن مع اليهود ورفض الاحتلال. أشار التقرير إلى أن البرازيل لم تكن أول دولة تراجع ارتباطها بالتحالف، إذ سبقتها اعتراضات مماثلة في جنوب أفريقيا وماليزيا ودول أخرى.

اختار الرئيس لولا منذ بداية ولايته خطابًا مناصرًا للحقوق الفلسطينية، وعارض نقل السفارة البرازيلية إلى القدس. كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووجّه انتقادات صريحة للسياسات الإسرائيلية، خاصةً بعد مجزرة مخيم النصيرات.

مع استمرار الحرب في غزة وارتفاع أعداد الضحايا، تزداد الضغوط الدولية على الحكومات لإعادة تقييم مواقفها. ويبدو أن قرار البرازيل بالانسحاب من التحالف قد يُلهم دولًا أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة، خصوصًا في ظل تنامي الانتقادات لاستخدام "معاداة السامية" كسلاح سياسي.

 

https://www.middleeastmonitor.com/20250730-in-protest-over-gaza-brazil-withdraws-from-international-holocaust-remembrance-alliance/