في تقرير نُشر على جريدة التايمز أوف إسرائيل استجابة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لطلب معلومات طبقته جمعية "النجاح" (Hatzlacha) لمكافحة الفساد، حصلت الجريدة بموجبه على قائمة كاملة بالهدايا التي تسلّمتها دولة إسرائيل من عام ٢٠١٧ حتى منتصف ٢٠٢٥.

تم نشر الكشف مطلع يوليو ٢٠٢٥، بعد نحو سنتين من تقديم طلب حرية المعلومات، وأجيبت عليه رسمياً من مكتب رئيس الوزراء في إسرائيل.

هدَت الهدايا من قادة دول، سفراء، شخصيات دينية، ورجال أعمال من مختلف الدول إلى كبار مسؤولي الدولة: أبرز المستفيدين هم رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو، ووزراء ورُؤساء أجهزة أمنية مثل مستشار الأمن القومي.

على سبيل المثال، رئيس الوزراء الأسبق نتنياهو تلقى سيجارًا فاخراً، وشيكولاتة مُشكّلة على صورته وصورة زوجته، خاتمًا ذهبيًا مرصعًا بالماس، وحقيبة جلدية فاخرة.

استُلمت آلاف الهدايا خلال المدّة (2017–2025)، أغلبها من الزوار الرسميين: سيجار لشخص رئيس الوزراء من جامايكا، ساعة رولكس لمستشار الأمن القومي، منحوتات زجاجية لرئيس الوزراء السابق نتنياهو، أسدود شوكولاتة على شكل رئيس الوزراء، وغيرها من الهدايا الرمزية والثقافية والسياسية من رؤساء دول ورجال أعمال

ومنذ بداية حكم السيسي، تحسنت العلاقات بين مصر وإسرائيل بشكل علني وسري، خاصةً في المجالات الأمنية والاستخباراتية، مثل مكافحة الإرهاب في سيناء والتنسيق حول قطاع غزة، على الرغم من الخطابات الرسمية التي تهاجم إسرائيل، هذا التناقض بين الخطاب والواقع يعكس استراتيجية النظام للحفاظ على دعم خارجي والتمسك بالسلطة، حتى لو كان ذلك على حساب القضايا الوطنية والقومية.

 

كشف "التايمز أوف إسرائيل".. هدايا إسرائيل من 2017 إلى 2025

في تقرير لها صدر كشفت جريدة "التايمز أوف إسرائيل" تفاصيل استثنائية عن الهدايا التي تلقتها إسرائيل منذ عام 2017 حتى 2025، بعد استجابة مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لطلب حرية معلومات من جمعية مكافحة الفساد الإسرائيلية "هتسلاحاه".

  • تلقت إسرائيل 1057 هدية خلال تلك الفترة.
  • من بين هذه الهدايا، كانت هناك 193 هدية من بينها شوكولاتة منحوتة على شكل نتنياهو أو زوجته، كشكل ساخر أو لافت للنظر.
  • شملت الهدايا تماثيل فرعونية ولوحة شطرنج من قائد سلاح الجو المصري، ونموذج سفينة مطلية بالفضة من وزير خارجية عمان، وزجاجات شمبانيا، وساعات، ومنفضات سجائر وغيرها من الهدايا الفاخرة التي قدمها مسؤولون مصريون ودبلوماسيون وعسكريون كبار.
  • من الهدايا التي أثارت صدمة واسعة، تقديم قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي شخصياً تمثالاً فضياً منقوشاً بالهيروغليفية لرئيس وزراء الاحتلال الأسبق نفتالي بينيت، إضافة إلى قطع كريستالية مطلية بالذهب وولاعات فضية من ضباط وجنرالات مصريين.

 

لماذا تقدم هذه الهدايا؟ مصالح سياسية واقتصادية على حساب الوطن

ظهور هذا الكشف يضع النظام المصري في موقف سياسي وأخلاقي مخجل، حيث تبرز الهدايا كأداة لتوطيد علاقات سياسية مع الاحتلال، لا سيما في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

ارتبطت الهدايا بمساعي لتثبيت علاقات دبلوماسية وأمنية، وضمان الدعم الأمريكي الغربي الذي يعتمد على التعاون مع إسرائيل.

مصالح النظام المصري تشمل، وفق محللين، تعزيز دوره كلاعب إقليمي قادر على "موازنة الأزمات" بدبلوماسية هادئة تدعم استمراره في الحكم، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما أثار اتهامات واسعة بالخيانة من قوى المعارضة والشعب.

 

استياء وغضب متزايد..

تصاعدت الانتقادات تجاه النظام المصري، خاصة من قبل المعارضة السياسية والإعلام المستقل، الذين وصفوا هذه الهدايا بـ"الخوائن بغطاء رسمي".

وفق تصريحات بعض العسكريين والسياسيين، فإن السيسي يقدم تنازلات وامتيازات لإسرائيل مقابل الغطاء السياسي والأمني لنظامه الذي يعاني من أزمة شرعية عميقة.

كما أن الكشف يضيف إلى ملفات فساد النظام، التي تشمل أيضاً قضايا داخلية مثل القمع، وانتهاكات حقوق الإنسان في سيناء، وإدارة الأزمات الاقتصادية بطريقة أدت إلى تدهور مستويات المعيشة.

 

صورة النظام بين القمع والتواطؤ

في ظل استمرار هذه الحقائق، يظهر حكم عبد الفتاح السيسي كنظام مستبد يكرّس سلطته بالقمع الداخلي، ويلعب دوراً متواطئاً مع الاحتلال الإسرائيلي عبر علاقات حميمة مدعومة بهدايا ورموز ديبلوماسية فاخرة، هذا الواقع يثير تساؤلات خطيرة حول مصير القضية الوطنية المصرية وحقوق شعبها وسط هذا التبعية والتواطؤ، ويضع مسؤولية أخلاقية وسياسية على عاتق المجتمع الدولي للضغط على النظام من أجل التغيير الحقيقي.