استقبل مستشفى مرسى مطروح العام، 10 جثث لمهاجرين غير شرعيين من جنسيات مصرية وأفريقية، لقوا مصرعهم غرقاً أثناء محاولتهم عبور البحر في رحلة هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل الليبية.
تشكل الهجرة الغير الشرعية إحـدى أهـم الظواهر التي أضحت يبحث عنها العديد من المصريين نظرا للتداعيات التي تترتب عليها انقلاب الجنرال عبدالفتاح السيسي على الشرعية وما ترتب عن ذلك من كوارث سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعيــة أم سياســية أو أمنيــة، جعلت العيش في مصر السيسي جحيما.
وأصبحت دوافع الهروب متعــددة منهــا البطالــة والفقــر والفروقــات الكثيرة وظروف العمل التي بقت شبه مستحيلة وانعـدام الحريـات وعـدم الاسـتقرار الإقتصـادى المحلـى مـع إنتشار الزيادة السـكانية وانخفـاض نسـبة الشـباب والفشـل فـي حـل المشـكلات الإجتماعيـة المتمثلة في الفقر والمجاعة والبطالة والأمراض التي تعاني منها مصر.
وكان شاطئ قرية "بق بق" بمدينة سيدي براني غرب مرسى مطروح قد شهد خروج الجثث على دفعتين، الأولى في أول أيام عيد الأضحى المبارك، والثانية الثلاثاء، ما يرجح وجود مزيد من الضحايا لم يتم العثور عليهم بعد، ضمن رحلة محفوفة بالمخاطر انطلقت من شرق ليبيا.
ووفقا للمصادر، فإن الضحايا شملوا مواطنًا ليبيًا وآخر سودانيًا، إضافة إلى ثمانية مصريين من محافظة أسيوط، وجرى نقل الجثث إلى مستشفى مطروح العام، حيث وُضعت تحت تصرف النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وتحديد هوياتهم بدقة.
كما أضافت المصادر، بحسب وسائل إعلام مصرية، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المركب الذي كان يقل الضحايا انطلق من أحد الشواطئ الواقعة شرق ليبيا، بين مناطق مساعد ودرنة، والتي تشهد نشاطا مكثفا لمهربي البشر، مشيرةً إلى أن استخدام مراكب غير صالحة للإبحار لمسافات طويلة قد يكون أحد أسباب وقوع الحادث.
وجرى التحفظ على الجثث داخل ثلاجة مشرحة مستشفى مرسى مطروح العام، تحت تصرف النيابة العامة، التي بدأت اتخاذ إجراءاتها لتحديد هوية الضحايا واستكمال التحقيقات حول ملابسات الحادث.
وسابقا سلط تقرير للإذاعة الوطنية العامة (مؤسسة إعلامية أمريكية) الضوء على تزايد هجرة الشباب المصري غير الشرعية إلى أوروبا.
وقال التقرير إن مصر تربعت في عام 2023 على قمة الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وقد تفوقت على كل من أفغانستان وسوريا.
يؤكد التقرير أن المصريين يسعون بشكل متزايد إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وينقل عن المنظمة الدولية للهجرة أنها أحصت ما يقرب من 22,000 مهاجر مصري وصلوا إلى أوروبا في هذا العام، معظمهم عن طريق البحر، وهو ارتفاع ملحوظ عن السنوات السابقة عندما لم يكن المصريون من بين أفضل الجنسيات التي تطلب اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي.
ودفعت أرقام 2023 مصر إلى القمة، متجاوزة المهاجرين غير الشرعيين من كل الدول الأخرى، بما في ذلك من أفغانستان وسوريا التي مزقتها الحرب.
ويتحدث التقرير عن أن آلاف الرجال يختفون من القرى الريفية الفقيرة في مصر، ثم لا يلبثون أن يظهروا في ليبيا في طريقهم إلى أوروبا عبر شبكات تهريب البشر.
ارتفاع في الهجرة غير الشرعية من مصر
يسعى المصريون بشكل متزايد إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، بعدما عانى الاقتصاد المصري من ضربات كبيرة من الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب.
مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، ومعظمه من منطقة البحر الأسود. دفع التأثير الذي يمكن أن تتركه الحرب على الاقتصاد المصري والأمن الغذائي والقدرة على دفع ثمن الواردات الحيوية المستثمرين الأجانب المتوترين إلى سحب مليارات الدولارات من البلاد.
تراجعت العملة المصرية منذ ذلك الحين، وفقدت أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مصر بشكل مطرد، حيث ارتفعت بنحو 80٪ للأسماك، و60٪ للحبوب والجبن والبيض ونحو 90٪ للحوم والدواجن مقارنة بالعام الماضي.
وقد أدى ذلك إلى جعل المواد الغذائية الأساسية بعيدة عن متناول ملايين المصريين الذين يعتمدون على الإعانات الحكومية للبقاء على قيد الحياة.
في غضون ذلك، قامت مصر بقمع الهجرة غير الشرعية. وتقول الحكومة إنه لم تغادر أي سفينة تقل مهاجرين بشكل غير قانوني المياه المصرية إلى أوروبا منذ عام 2016، لكن الواقع يعكس ذلك ففي 14 محافظة مصرية تشهد أعلى معدلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، كما تظهر الأرقام تظهر أن الرجال ما زالوا يغادرون بأعداد أكبر من أي وقت مضى.
لم تقم ليبيا المجاورة بقمع الهجرة غير الشرعية من شواطئها إلا بشكل متقطع. ويستخدم تجار البشر شبكات واسعة في مصر لجذب المهاجرين.