بن غافير يمنع الأذان بمساجد الداخل الفلسطيني
الاثنين 2 يونيو 2025 02:00 م
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيانًا شديد اللهجة ردًا على توجيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد المدن الفلسطينية داخل أراضي عام 1948، المعروفة بـ"الداخل المحتل"، في خطوة وُصفت بأنها "استفزاز صارخ" لمشاعر المسلمين وتصعيد جديد في سياسات تهويد الداخل الفلسطيني.
وقالت حماس في بيانها إن القرار يمثل تصعيدًا خطيرًا في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تستهدف المقدسات الإسلامية، مؤكدة أن المساس بالشعائر الدينية هو تجاوز فجّ للقوانين والمواثيق الدولية، ومحاولة مكشوفة لفرض هوية استعمارية على المناطق الفلسطينية.
وجاء في البيان: "توجيه الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، بمنع الأذان في مساجد الداخل المحتل، يمثل استفزازًا سافرًا لمشاعر المسلمين في كل مكان، ويمهد لحرب دينية غاشمة تستهدف العبادات والمقدسات".
هجوم متجدد على الهوية الدينية
القرار المثير للجدل جاء بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية خلال اجتماع خاص عقده بن غفير مع قيادات الشرطة، حيث طالبهم باتخاذ إجراءات "حاسمة" ضد ما وصفه بـ"الضوضاء" الناتجة عن الأذان في مساجد المدن العربية والمختلطة داخل الخط الأخضر. وهي خطوة تعكس تصعيدًا في سياسة تهويد الحيز العام ومحاولة إسكات الصوت الإسلامي في الداخل المحتل.
ويقول مراقبون إن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها بن غفير الرموز الدينية والثقافية للفلسطينيين، إذ سبق أن أثار الجدل بسلسلة من السياسات الاستفزازية، من بينها اقتحام المسجد الأقصى، والدعوة لطرد الفلسطينيين من وطنهم، وإنكاره المعلن لوجود الشعب الفلسطيني ككيان.
دعوة لتصعيد شعبي
في سياق البيان، دعت حماس الجماهير الفلسطينية داخل أراضي 48 إلى تصعيد الحراك الشعبي دفاعًا عن المساجد والمقدسات، وتوجيه رسالة قوية إلى سلطات الاحتلال بأن الاعتداء على الحقوق الدينية
والتاريخية لن يمر دون رد. وقالت: "نحذّر من أن هذه الاعتداءات المتزايدة، بدعم من حكومة اليمين المتطرف، ستؤدي إلى تفجّر موجات غضب شعبي، لن يتحمّل الاحتلال نتائجها".
تجاهل متعمد للمواثيق الدولية
وانتقدت الحركة ما وصفته بـ"التجاهل الصارخ" من قبل سلطات الاحتلال للقوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة وحماية الأماكن المقدسة، معتبرة أن استمرار الانتهاكات يعكس منهجًا رسميًا في استهداف الوجود الفلسطيني برموزه الدينية والتاريخية والثقافية.
وتابعت: "ما يجري ليس مجرد قرار إداري، بل هو جزء من سياسة عنصرية ممنهجة لتفريغ الداخل الفلسطيني من ملامحه الأصيلة، وفرض وقائع استعمارية بالقوة تحت غطاء القانون الإسرائيلي".
خلفية: بن غفير و"الحرب على الصوت العربي"
يُعرف إيتمار بن غفير بخطابه المتطرف وتصريحاته التي تشيع الكراهية، وقد بنى مسيرته السياسية على مهاجمة العرب والدعوة لطردهم من فلسطين. ويُعد من أبرز رموز اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي صعد إلى السلطة مؤخراً، بدعم من أحزاب دينية وقومية تسعى إلى إحكام السيطرة على ما تبقى من الملامح العربية في الداخل الفلسطيني.
وكان بن غفير قد أثار في مرات عديدة توتراً واسعاً بسبب اقتحامه المتكرر للمسجد الأقصى وتأييده للمتطرفين اليهود الذين يطالبون بهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
https://t.me/+sklEwcJvC2tjNGVk