خرج آلاف المتظاهرين من المستوطنين في مدن عدة، مساء أمس السبت، مطالبين بإنهاء الحرب على قطاع غزة بأي ثمن مقابل الإفراج عن الأسرى الصهاينة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.

وشهدت ساحة "كابلان" وسط تل أبيب التظاهرة المركزية، التي شاركت فيها عائلات الأسرى، ورفعت خلالها لافتات تدعو حكومة الاحتلال إلى "توقيع اتفاق فورًا" لإنقاذ من تبقى من الأسرى، كما امتدت الاحتجاجات إلى مدن رحوفوت وحيفا ومفرق كركور في الشمال، وسط شعارات تندد بتقاعس حكومة الاحتلال وعدم إبداء الجدية في استعادة الأسرى.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المظاهرات اتخذت طابعًا تصعيديًا هذه المرة، إذ رفعت فيها دعوات صريحة لوقف الحرب، ما يمثل تحديًا علنيًا للموقف الرسمي الإسرائيلي الساعي إلى الحسم العسكري قبل التفاوض.
 

اتصالات غامضة تثير الذعر
   تزامنًا مع الاحتجاجات، أفادت صحيفة معاريف أن الآلاف من المستوطنين تلقوا خلال مساء الجمعة وحتى صباح السبت مكالمات هاتفية من أرقام إسرائيلية ادعى خلالها المتصلون أنهم أسرى لدى حماس يناشدون المساعدة.

وأثارت هذه المكالمات الغامضة موجة هلع في الشارع الاستيطاني، خاصة مع سماع أصوات انفجارات وقصف في الخلفية.
ونشرت مستوطنة إسرائيلية منشورًا قالت فيه: "في تمام الواحدة بعد منتصف الليل اتصل بي رقم إسرائيلي، كان صوت رجل يصرخ طالبًا النجدة بينما تُسمع أصوات قصف، لم أعرف ماذا أفعل، فاتصلت بالشرطة، وأخبروني أنهم تلقوا آلاف البلاغات المشابهة".
 

أزمة الأسرى تتفاعل
  ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، لا يزال 59 مستوطنًا أسرى في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، بينهم 24 يُعتقد أنهم أحياء، فيما لم يُعرف مصير الباقين بدقة.

في المقابل، يرزح أكثر من 9500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، كثير منهم دون محاكمة، ويتعرضون لشتى صنوف التعذيب والإهمال الطبي والتجويع، بحسب تقارير حقوقية.

وقد وثقت منظمات عدة استشهاد عدد منهم في ظروف احتجاز قاسية، ما يفاقم الأزمة الأخلاقية والقانونية التي يواجهها الاحتلال الصهيوني.
 

تصعيد عسكري موازٍ
   وبينما تتصاعد المطالب بوقف الحرب لعقد صفقة تبادل، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني تكثيف هجماته على قطاع غزة، مستهدفًا منازل وملاجئ ومستشفيات، ما أدى إلى وقوع مجازر جديدة بحق المدنيين.

وأكدت وسائل إعلام عبرية، مساء السبت، أن جيش الاحتلال أدخل كل ألويته النظامية من المشاة والمدرعات إلى القطاع، تمهيدًا لتوسيع العمليات البرية في المناطق الوسطى والجنوبية.
ويأتي هذا التحشيد ضمن استراتيجية صهيونية توصف بأنها "محاولة كسر شوكة حماس عسكريًا قبل الدخول في أي مفاوضات".

منذ بداية الحرب، استشهد وأُصيب أكثر من 176 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، كما أُدرج أكثر من 11 ألف مفقود، فيما تشهد غزة كارثة إنسانية شاملة مع انهيار البنية الصحية، وشح الوقود والمياه، واستمرار الحصار.