بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد مصوّرة لأول مرة لكمين محكم نفذته شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قبل عدة أشهر، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كمين جباليا.. فخ العبوات المحكم
وفق ما نشرته القسام، فقد نُفّذ الكمين في الثالث من ديسمبر الماضي، لكن تم تأخير نشره لأسباب أمنية.
ويظهر في الفيديو تفجير عربتين مدرعتين عبر عبوتين ناسفتين من نوع "تلفزيونية" و"شواظ"، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وسط حالة من الفوضى وعمليات إخلاء سريعة بالمروحيات.
التسجيل المصوّر، الذي لاقى تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل، وثّق لحظة الانفجار، وسقوط الجنود، وعمليات انتشال الجثث والجرحى وسط الدخان والنيران، في مشهد وصفه معلقون بأنه "يظهر مدى دقة التنسيق الميداني والاستعداد الاستخباراتي للمقاومة".
خانيونس.. فخ الانهيار القاتل
بالتزامن، أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تنفيذ كمين معقد قبل أيام شرقي خانيونس جنوب القطاع، أسفر عن مقتل الرقيب أول دانييلو موكانو من لواء "كيرياتي"، وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح بالغة، جراء تفجير مبنى مكون من أربعة طوابق.
البلاغ العسكري الصادر عن السرايا أوضح أن مقاوميها قاموا باستدراج قوة هندسية إسرائيلية إلى مبنى مفخخ بعناية، وفجّروه فور دخولهم إليه. وعند وصول قوات النجدة الإسرائيلية للمكان، تم استهدافها بقذيفة مضادة للدروع، وسط استمرار الرصد والمتابعة الميدانية.
إعلام الاحتلال، وعلى رأسه إذاعة الجيش، أقر بخطورة العملية، مشيرًا إلى أن القوة دخلت المبنى دون تمشيط استخباراتي كاف، ما أدى لانهيار المبنى فوق رؤوس الجنود، واحتجاز جثة الجندي المفقود لساعات طويلة قبل أن يتم انتشالها في ساعات الليل.
غضب إسرائيلي وانتقادات للقيادة العسكرية
عقب العملية، انفجرت موجة من الانتقادات داخل الأوساط العسكرية والإعلامية الإسرائيلية.
وقال الصحفي العسكري في القناة 14 الإسرائيلية، نوعام أمير، إن الجيش يعاني من "قصور استخباراتي متكرر"، متسائلاً: "لماذا تستمر القوات بالدخول إلى مبانٍ غير ممسوحة؟ هل نعيش في وهم أن الهدوء بين الجولات لا يستغله العدو؟".
أمير أضاف أن الجندي دانيلو هو الثاني الذي يُقتل خلال عملية "عربات جدعون"، رغم عدم استخدام الجيش الإسرائيلي كامل قدراته داخل القطاع، ما يطرح تساؤلات بشأن الجاهزية والتخطيط.
857 قتيلاً في صفوف الجيش.. كلفة بشرية متصاعدة
ووفقاً لبيانات رسمية صادرة عن جيش الاحتلال فقد قُتل أكثر من 857 جندياً منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى آلاف الجرحى، ما يعكس فداحة الثمن البشري الذي يتكبده الاحتلال في عملياته البرية.
وتُظهر مشاهد الكمينين – في جباليا وخانيونس – أن المقاومة الفلسطينية باتت تعتمد بشكل متزايد على تكتيكات استدراج القوات، واستخدام البنية التحتية المفخخة، والرصد الاستخباراتي المسبق، في حرب شوارع شرسة تُدار من تحت الأرض وفوقها، ضمن معادلة استنزاف طويلة الأمد.
شاهد:
https://x.com/HamzaKhaled44/status/1925613938953109689