وثّقت عدسات المواطنين ووسائل الإعلام لحظة دخول 91 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، في خطوة وُصفت بأنها "محدودة ومتأخرة" لكنها تحمل رمزية كبيرة وسط الجوع والدمار الذي يعصف بالقطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 من العدوان الإسرائيلي.
ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام فلسطينية، فقد ضمّت القافلة شاحنات محمّلة بمواد غذائية وطبية عاجلة، كان أبرزها شحنات من الدقيق والمكملات الغذائية المخصصة للأطفال، بالإضافة إلى بعض الأدوية الضرورية التي دخلت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
خمس شاحنات ضمن القافلة كانت جزءًا من المبادرة المعروفة باسم "الفارس الشهم 3"، محمّلة بالدقيق ومستلزمات لصناعة الخبز في ظل الأزمة الخانقة التي تعاني منها المخابز داخل القطاع، والتي توقفت معظمها عن العمل بسبب نقص الوقود والطحين، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية خلال العدوان.
اليونيسف والـWFP.. الأطفال في قلب الأزمة
18 شاحنة دخلت ضمن قافلة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، وجميعها موجهة للأطفال، محمّلة بمكملات غذائية لإنقاذ الآلاف من خطر سوء التغذية، لا سيما في شمال غزة والمخيمات التي فُصلت منذ أشهر عن الإمدادات الغذائية والطبية.
كما أرسل برنامج الأغذية العالمي (WFP) 67 شاحنة، منها 60 شاحنة تحتوي على دقيق، و7 أخرى محمّلة بمكملات غذائية، في محاولة لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور، خاصة في ظل تقارير أممية تحدثت عن اقتراب مئات الآلاف من سكان القطاع من المجاعة الحادة.
شاحنة يتيمة من الصليب الأحمر
من بين الشاحنات، كانت هناك شاحنة وحيدة مقدمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر محمّلة بالأدوية، ما سلّط الضوء على الفجوة الكبيرة بين الاحتياجات الصحية الكارثية في غزة وبين حجم الإمدادات المتوفرة.
فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن القطاع يعاني من انهيار شبه تام في المنظومة الصحية، مع خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، ونفاد أكثر من 70% من الأدوية الأساسية.
رواد التواصل: المساعدات.. نقطة في بحر الاحتياج
تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو بكثافة، وعبّر كثيرون عن مشاعر مختلطة بين الفرح بوصول المساعدات، والأسى من هول المعاناة التي دفعت السكان للاحتفال برغيف خبز أو علبة حليب.
كتب أحد النشطاء: "فرحتنا بالشاحنات تكشف حجم الانهيار.. صرنا نصفق لدقيق وأدوية في بلد كان يصدر للمنطقة كلها." وكتب آخر: "أطفالنا لا يريدون المكملات، بل الحياة.. نحن نريد وقف الحرب قبل الدقيق."
الحصار مستمر.. والمأساة تتعمّق
ورغم هذا التطور، لا يزال دخول المساعدات إلى قطاع غزة محدودًا ومشروطًا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتحكم في المعابر ويفرض قيودًا مشددة على أنواع وكمية المساعدات.
وفي الوقت الذي تدخل فيه عشرات الشاحنات، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن القطاع يحتاج إلى مئات الشاحنات يوميًا على الأقل لتفادي المجاعة والانهيار الكامل.
شاهد الفيديو:
https://www.facebook.com/reel/1035078458141024