روى أحمد نجار في مقاله على موقع "ميدل إيست آي" مأساة شخصية تعكس واقعاً جماعياً في غزة، حيث قُتلت ابنة أخته الصغيرة جوري، ذات الستة أعوام، بصاروخ إسرائيلي وهي نائمة. ونجت أختها بصعوبة، بينما نُقل والدها وجدها مصابين. لا تزال الطفلة تكافح للبقاء، في بيئة لا طعام فيها ولا ماء نظيف ولا مستشفيات أو بنك دم.

أعلن الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع عن "سماحه" بإدخال مساعدات إلى غزة، لكنه لم يمرر سوى خمس شاحنات، في حين تؤكد الأمم المتحدة حاجة القطاع إلى 500 شاحنة يومياً. وصف الكاتب ذلك بأنه خداع للعالم، لا دعم إنساني، يهدف إلى إخفاء جريمة مستمرة تُنفذ دون محاسبة أو مساءلة.

أشار الكاتب إلى أن ما يحدث في غزة لا يندرج تحت "الدفاع عن النفس"، بل تحت سياسة ممنهجة لتحطيم المدنيين. نقل عن والدته، وهي نازحة الآن، قولها: "ليتني متُّ في البداية حتى لا أرى كل هذا"، بعدما فقدت الوطن والأحفاد والمسكن والإرادة.

أصدرت حكومات بريطانيا وفرنسا وكندا بياناً مشتركاً دعت فيه إسرائيل إلى وقف هجومها ورفع القيود عن المساعدات، مهددة باتخاذ "إجراءات ملموسة". ووصفت الهجوم بأنه "غير متناسب"، لكن الكاتب ذهب أبعد، مؤكداً أن ما يحدث لا يتوقف عند اللا تناسب، بل يرتقي إلى الإبادة الجماعية، وأن الوقت قد فات بالفعل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين.

واصلت إسرائيل قصفها ومنعها الطعام. لم تُبدِ أي اهتمام بتحذيرات الغرب. تساءل الكاتب عن جدية الحكومات الغربية: كيف تدين جرائم إسرائيل وتواصل بيعها السلاح؟ كيف تصف الجرائم بأنها وحشية بينما تجهز أدوات المذبحة التالية؟

أوضح نجار أن تجويع غزة ليس نتيجة جانبية بل سياسة معتمدة. اعتبر أن الجوع في غزة استمرار للقصف، وأن هذه حرب ضد البقاء نفسه. ورأى أن أكثر ما يؤلم هو أن العالم كله يشاهد ويحسب ويُبرّر ويتأخر.

عبّر عن غضبه أمام مشاهد بلدته المدمّرة، وصوت أخيه الباكي، وصورة ابنة أخته الضعيفة، وأمنية أمه بالموت. وطرح سؤالاً مريراً: "كيف نعيش إبادة جماعية بينما العالم ما زال يناقش المصطلحات وحدود الأخلاق؟"

أنهى مقاله بنداء أخير: لا تزال هناك فرصة، وإن كانت ضئيلة. دعى الحكومات للتحرك سريعاً، ليس فقط من أجل الطفلة، بل لإنقاذ مليوني إنسان ما زالوا محاصرين في مقبرة غزة المفتوحة.

https://www.middleeasteye.net/opinion/gaza-graveyard-and-still-west-debates-whether-israel-has-gone-too-far