كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير ناري، عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بعثت برسائل تحذيرية صريحة إلى حكومة الاحتلال الصهيوني، مفادها أن استمرار العدوان على قطاع غزة قد يؤدي إلى تخلي واشنطن عن دعم تل أبيب، في خطوة تُعد تحولًا استراتيجيًا في الموقف الأمريكي من الحرب.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على كواليس المحادثات بين الجانبين، أن الضغوط التي يمارسها ترامب على الاحتلال الصهيوني زادت بشكل حاد خلال الأيام الماضية، لا سيما مع تصعيد جيش الاحتلال هجماته في القطاع واستدعائه عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.

وقال المصدر، الذي لم تسمّه الصحيفة، إن ترامب أبلغ نتنياهو، عبر قنوات دبلوماسية وأمنية، أن "الولايات المتحدة ستتخلى عنكم إن لم توقفوا الحرب"، معتبرًا أن رئيس وزراء الاحتلال "قادر على إنهاء الحرب ومعه الأغلبية، لكنه يفتقر إلى الإرادة السياسية".
 

توتر متصاعد بين ترامب ونتنياهو
   في جولة له بالشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أطلق ترامب تصريحات بدت وكأنها انقلاب ضمني على الدعم المطلق للاحتلال الصهيوني، قائلًا: "الكثير من الناس يتضورون جوعًا في غزة... هناك الكثير من الأمور السيئة التي تحدث".

وفي رده على سؤال حول قدرة نتنياهو على استعادة الأسرى الأمريكيين من غزة، أجاب: "لا أعرف"، مكررًا إبداء قلقه من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، وفق ما أوردته الصحيفة الأمريكية.

وبحسب NBC NEWS، فإن العلاقة التي بدت وثيقة بين ترامب ونتنياهو في بداية رئاسة الأول بدأت تتعرض للتصدع، خصوصًا مع استمرار الحرب وغياب النتائج الملموسة لخطط ترامب في إعادة الإعمار واحتواء التصعيد الإقليمي.

وكان ترامب قد رفع فور توليه الحكم الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على تزويد الاحتلال الصهيوني بقنابل ضخمة، وشجّع على تصعيد العمليات ضد غزة، فضلًا عن توافقه مع نتنياهو على "احتواء إيران ووكلائها".
لكن هذه التفاهمات، وفق مصادر أمريكية ودبلوماسية، تلاشت مع اشتداد الحرب وعجز الاحتلال الصهيوني عن تحقيق أهدافه المعلنة.
 

استياء أمريكي من "التصعيد غير المبرر"
   قال مصدر مطلع لـ NBC NEWS إن ترامب يشعر بإحباط شديد إزاء قرار نتنياهو إطلاق هجوم جديد على غزة، معتبرًا أنه يُقوض خطة واشنطن لإعادة إعمار القطاع ويفتح الباب لتصعيد إقليمي غير مرغوب فيه.

ولفتت التقارير إلى أن ترامب تجنب زيارة الكيان الصهيوني في جولته الإقليمية الأخيرة، وهي خطوة ذات دلالة سياسية واضحة، وصفتها واشنطن بوست بأنها "صفعة لنتنياهو، الذي اعتاد تقديم نفسه محليًا كجسر استراتيجي للولايات المتحدة".
 

أزمة الأسرى وتأثيرها على الموقف الأمريكي
   بحسب جيش الاحتلال الصهيوني، فإن 58 شخصًا ما زالوا أسرى في غزة، بينهم أمريكيون.
وتقدر تل أبيب أن 35 منهم قد قُتلوا، فيما تعتقد استخباراتها أن 22 آخرين على قيد الحياة، في حين لا يُعرف مصير اثنين منهم.