قال مؤشر "بلومبرج" للدولار الفوري إن الذهب قفز مجددًا بنسبة 1% منذ الاثنين، وعاودت أسعار الذهب الارتفاع في أسواق الصاغة المحلية خلال تعاملات اليوم وأمس، حيث زاد سعر الجرام عيار 21 بقيمة 30 جنيهًا، ليصل سعر الجرام عيار 21 -الأكثر مبيعًا في مصر- إلى 4610 جنيهات، في نهاية التعاملات، وفقًا لشعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية.
وجاء ارتفاع الذهب مجددًا بعد هبطت خلال الأيام السابقة بقيمة 160 جنيهًا على مدار تعاملات الأسبوع الجاري، ليصل سعر الجرام عيار 21 إلى 4580 جنيهًا حتى الاثنين.
وفي الأسواق العالمية، استقرت أسعار الذهب بعد موجة بيع حادة، إذ تراجع الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تهدئة كبيرة للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ووفقًا للأسعار الرسمية للشعبة، ارتفع سعر الجرام عيار 18 ليسجل 3951 جنيهًا، وزاد سعر الجرام عيار 24 ليسجل 5268 جنيهًا، كما صعد سعر الجنيه الذهب بنحو 240 جنيهًا ليصل إلى 36880 جنيها، مقارنةً بـ 36640 جنيها في نهاية التعاملات أمس.
وتداولت العقود الفورية للمعدن الأصفر قرب مستوى 3237 دولارًا للأوقية، بعد أن هبطت بنسبة 2.7% الاثنين الماضي، وسط رهانات من المستثمرين على تعافي أسواق الأسهم وزيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر العالية.
واستقر الذهب الفوري عند 3237 دولارًا للأوقية، ورغم ذلك، لا يزال الذهب مرتفعًا بنحو 25% منذ بداية العام، إلا أن التهدئة في النزاع التجاري بين واشنطن وبكين بعثت بإشارات إلى الأسواق بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتبنى نهجًا أكثر مرونة.
ومع ذلك، لا يزال التحفظ يهيمن على بعض المستثمرين بسبب غياب التفاصيل الدقيقة في الإعلان الأخير، محذرين من أن أي تصعيد جديد قد يدفع الذهب مجددًا نحو مستوياته القياسية المسجلة الشهر الماضي.
الأصل الثابت للادخار
من جانبه قال د. مخلص الناظر @Dr_MokhlesNazer إن الناس يستثمرون ثرواتهم في هذه الأماكن الثلاثة.
[1] الأسهم
[2] السندات
[3] النقد.
وأضاف "تهيمن الأسهم الأمريكية والسندات الأمريكية والدولار الأمريكي على جميع القطاعات.. لكن الحقيقة هي أن جميعها تفقد قيمتها.".
ومع توقع المتعاملين حاليًا أن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفضين فقط لأسعار الفائدة خلال عام 2025، في ضوء إعادة تقييم توقعات التضخم، مما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدرّ عائدًا. أشار "الناظر" إلى أن "تراجع الأسهم الأمريكية.. كما تفقد السندات الأمريكية، بما في ذلك سندات الخزانة التي تُعتبر أكثر الأصول أمانًا، قيمتها أيضًا.
وأضف أنه "يتراجع الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.. هذا يعني أنك تخسر المال في الأسهم والسندات وحتى في النقد. لقد انتهت محفظة 60/40-فكلا الـ 60 والـ 40 ينزفان بالتساو ي." مستخلصًا أن "الذهب فقط، وهو الأصل الثابت، يحقق أداءً جيدًا، حيث ارتفع بأكثر من 40% في عام واحد فقط."..
وقال: "في السنوات الخمس الماضية، أنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من 10 تريليونات دولار بمجرد طباعة النقود. هذا مبلغ هائل.. نحن في منتصف السنة المالية الحالية فقط، وقد أنفقت الحكومة بالفعل 1.6 تريليون دولار أكثر مما جمعت.. يبلغ عجز الموازنة حاليًا 7% من الناتج المحلي الإجمالي في زمن السلم ومع التوظيف الكامل، وهو أمر غير طبيعي للغاية.".
وأضاف، "علاوة على ذلك، ينمو عجز الموازنة بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا. من الواضح أنه يسير على مسار غير مستدام..
نحن في فترة انتقالية، فترة من عدم الاستقرار؛ سوق سندات الخزانة الأمريكية في تراجع لا رجعة فيه. لا أحد يستطيع إنقاذه.. شهد الهولنديون ذلك في أواخر القرن الثامن عشر، وأدرك الفرنسيون ذلك بعد نصف قرن، وبريطانيا بعد 50 عامًا أخرى.. حتى النجوم تموت، والولايات المتحدة، مثل جميع الإمبراطوريات، ستلحق بها في النهاية، عندما تواجه دولة ما أزمة ديون، يهتز كل شيء، إلا العملة الصعبة".
https://x.com/Dr_MokhlesNazer/status/1914740956668088360
نسبة النحاس في الذهب
وعن اختلاف أسعار الذهب باختلاف مكون النحاس فيه لفت د. مخلص الناظر إلى أن نسبة النحاس إلى الذهب مؤشر مهمش في الإعلام.. لكنه شديد الأهمية في قراءة المزاج الاقتصادي العالمي.
وأوضح أنه في الأيام الماضية، "هبطت نسبة النحاس إلى الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 40 عامًا. هذا ليس مجرد رقم، بل “صرخة صامتة” من الأسواق بأن عجلة الاقتصاد العالمي بدأت تتباطأ بجدية.".
وأشار إلى أن "النحاس يُعرف تاريخيًا بأنه “معدن الدكتور”، لأنه يكشف الحالة الصحية للنشاط الصناعي. يُستخدم على نطاق واسع في البناء، التصنيع، والتكنولوجيا. عندما يرتفع الطلب على النحاس، فهذا يعني أن عجلة الاقتصاد تدور. أما الذهب، فهو “الملاذ الآمن” الذي يقصده المستثمرون عند الخوف من التضخم، الركود، أو الاضطرابات الجيوسياسية".
وعن بيانات المعدن الأصفر والأحمر؟ قال:
•خلال السنوات الثلاث الماضية، انخفضت نسبة النحاس إلى الذهب إلى النصف تقريبًا.
•في الشهر الأخير فقط، ارتفع الذهب +9%، بينما تراجع النحاس -8%.
•هذا النمط تكرّر بشكل شبه مطابق في فترتين تاريخيتين:
•في بداية 2008، قبل أزمة الرهن العقاري والانهيار المالي العالمي.
•وفي أوائل 2020، قبل أن ينهار الاقتصاد بفعل كوفيد-19.
وعن تأثير ذلك على الركود قال: "الركود لا يُعلن رسميًا إلا بعد فوات الأوان، لكن النسبة الحالية بين النحاس والذهب تقول شيئًا آخر: نحن لسنا نقترب من الركود.. بل نعيش ملامحه المبكرة.".
https://x.com/Dr_MokhlesNazer/status/1915466850823213409