أعلن دونالد ترامب وقف إطلاق النار في اليمن الأسبوع الماضي بعدما استهلك جيشه ذخائر باهظة الثمن دون تحقيق التفوق الجوي على الحوثيين، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين.
أوضح التقرير أن الحوثيين واصلوا إسقاط طائرات أمريكية من طراز MQ-Reaper واستهدفوا سفناً حربية في البحر الأحمر حتى لحظة الاتفاق على الهدنة. وصرّح ترامب بأن الحوثيين وافقوا على وقف استهداف السفن مقابل وقف الضربات الجوية الأمريكية، مع استمرار الهجمات على السفن والأراضي الإسرائيلية.
منذ نوفمبر 2023، ركز الحوثيون هجماتهم على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
في منتصف مارس، أطلق ترامب عملية "رايد رايدر" لقصف اليمن بهدف إجبار الحوثيين على التراجع. لكن بعد شهر من الهجمات، أسقط الحوثيون عدة طائرات أمريكية من طراز MQ-Reaper واستمروا في إطلاق النار على السفن، بما فيها حاملة طائرات أمريكية.
قال قائد ميداني حوثي لموقع "ميدل إيست آي" إن جماعته أسقطت سبع طائرات من طراز MQ-Reaper وأسقطت مقاتلتين. لكن الصحيفة الأمريكية أفادت بأن طائرتين من طراز F/A-18 Super Hornet، تبلغ قيمة الواحدة منهما 67 مليون دولار، سقطتا في البحر عرضاً من حاملة طائرات أمريكية، مما أدى إلى إصابة طيارين وعضو في طاقم السفينة.
اقتربت الدفاعات الجوية الحوثية من إصابة مقاتلات F-16 وF-35 أمريكية، مما كاد يتسبب في خسائر بشرية أمريكية.
ذكرت الصحيفة أن واشنطن أنفقت مليار دولار على الذخيرة خلال شهر واحد فقط من الحملة، التي خُطط لها أصلاً أن تستمر عشرة أشهر وتهدف إلى تصفية قيادات حوثية، على غرار ما تنفذه إسرائيل ضد حزب الله.
نفّذ الجيش الأمريكي أكثر من 1100 ضربة جوية، قال إنها قتلت مئات من الحوثيين. لكن يمنيين أكدوا أن كثيراً من الضربات استهدفت مناطق خالية من الوجود الحوثي، وأوقعت عشرات الضحايا المدنيين.
في إحدى الضربات، قتل 68 مهاجراً إفريقياً وأُصيب عشرات في مركز احتجاز بمحافظة صعدة.
أفضت المفاوضات بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومسؤولين عمانيين إلى إعلان وقف العمليات العسكرية، وأُبلغت القيادة المركزية الأمريكية بالأمر يوم 5 مايو.
أعربت الإدارة الأمريكية عن رغبتها في إنهاء الحملة خشية أن تستنزف موارد تُخصص لمواجهة الصين في المحيط الهادئ، خاصة أن الضربات استخدمت كميات كبيرة من الذخائر الدقيقة التي قد تحتاجها واشنطن في حال اندلاع صراع محتمل حول تايوان.
قال القائد الحوثي الميداني علي من جبهة الجوف: "ترامب أعلن أنه سيُبيدنا عند بدء الحملة، لكنه تعلّم الدرس. مواجهة اليمن ليست مغامرة سهلة، والخسائر لم تكن ضمن حسابات واشنطن".
أقر ترامب بصعوبة المواجهة، وصرّح: "وجّهنا لهم ضربات قاسية، لكنهم أظهروا قدرة كبيرة على الصمود. يمكنك القول إنهم كانوا شجعاناً جداً".
ورغم الهدنة مع واشنطن، واصل الحوثيون استهداف إسرائيل. وأطلقوا صاروخاً باليستياً اعترضته الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب يوم الجمعة الماضي.
قال القائد الحوثي: "سستمر هجماتنا على إسرائيل مهما حدث، وغزة ستبقى قضيتنا المركزية".
حملة البحر الأحمر التي استمرت 18 شهراً وضمّت أكثر من 250 هجوماً على سفن عسكرية وتجارية، أدّت إلى أكبر اضطراب في التجارة العالمية منذ جائحة كورونا. السفن القادمة من أوروبا إلى آسيا تجنّبت طريق قناة السويس، واختارت طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر تكلفة. وانخفضت حركة الملاحة في خليج عدن بنسبة 70% خلال عامين.
https://www.middleeasteye.net/news/us-spent-bombing-yemen-failed-gain-air-superiority-says-report