كشف مصدر مصري مطلع على ملف مفاوضات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عن تفاصيل مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف المحدث لتمديد الاتفاق، واعتراض حماس عليه.
ويشمل المقترح أربع نقاط أساسية، وهي إطلاق سراح 5 أسرى صهاينة أحياء خلال الأيام المقبلة، ووقف إطلاق النار لـ 50 يوماً، واستئناف إدخال الإمدادات لقطاع غزة خلال فترة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، وأخيراً تحديد موعد لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق، لتشمل وقف الحرب بالكامل.
وأكد المصدر المطلع أنه لا تزال هناك خلافات بين حماس والاحتلال الصهيوني حول التفاصيل والأعداد النهائية للسجناء الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم.
وأضاف المصدر أن حركة حماس طالبت بإجراء تعديلات على المقترح، أبرزها أن يكون جزءا لا يتجزأ من اتفاق 17 يناير وأن يُلزَم الاحتلال بتطبيق ما تبقى من المرحلة الأولى واستئناف فتح المعابر ودخول المساعدات، والإعمار والانسحاب من محور فيلادلفيا.
وطالبت الحركة في ردها أن يتزامن التبادل مع بدء المفاوضات حول وقف إطلاق النار الدائم.
وتضمن رد الحركة نصا حول السماح لسكان القطاع بالعودة من الخارج عبر معبر رفح دون قيود، وإلغاء نقاط التفتيش للسيارات على شارع صلاح الدين في محور نتساريم.
وكان وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والأردن والإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد اجتمعوا الأربعاء الماضي في الدوحة مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لمناقشة تطورات الوضع في قطاع غزة والمنطقة.
وعرض وزراء الخارجية العرب المجتمعون حينها، خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية المنعقدة في القاهرة في 4 مارس الجاري.
كما اتفقوا مع المبعوث الأمريكي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن هذه الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، وأكدوا على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
آخر التطورات
في اليوم الـ55 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح الوسطاء المتعلق باستئناف المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى.
وتضمن رد حماس الموافقة على إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية.
وشمل رد حماس مطالبة الوسطاء بإلزام الاحتلال بتطبيق ما تبقى من المرحلة الأولى في ما يتعلق بالمساعدات والإعمار والانسحاب من محور فيلاديفيا.
في المقابل، جاء رد الاحتلال الصهيوني بالمطالبة بإطلاق 11 أسيرا صهيونيا من الأحياء من بينهم عيدان ألكسندر، إضافة إلى رفات 16 أسيرا، وسيكون ذلك مقابل الإفراج عن 120 أسيرا فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد و1110 أسرى إضافة إلى رفات 160 أسيرا من غزة.
من جهتها، قالت واشنطن إنها قدّمت مقترح "تضييق الفجوات" لتمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
ومنذ انتهاء المرحلة الأولى، ترفض سلطات الاحتلال الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وهو ما يتطلب منها التفاوض على نهاية دائمة للحرب، وهو المطلب الرئيسي لحماس.
وعرضت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى، وهو الاقتراح الذي دعمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. لكن حماس قالت إنها لن تستأنف إطلاق سراح الأسرى إلا مع بدء المرحلة الثانية.
ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عرض حماس لإطلاق سراح ألكسندر بأنه "ألاعيب وحرب نفسية".
وأضاف المكتب "رغم قبول إسرائيل اقتراح ويتكوف، فإن حماس تتمسك برفضها ولم تتزحزح قيد أنملة".
وذكر المكتب أن نتانياهو سيجتمع مع مجلس الوزراء الأمني مساء اليوم السبت لمناقشة موقف الأسرى والبت في الخطوات التالية.
وتفرض إسرائيل حصارا شاملا على غزة منذ انتهاء المرحلة الأولى دون التوصل إلى اتفاق لبدء المرحلة الثانية .
وقال ويتكوف للصحفيين في البيت الأبيض مطلع الشهر الجاري إن الإفراج عن ألكسندر يمثل "أولوية قصوى".
وعقد قياديون من حركة حماس اجتماعات مع المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بولر في الأيام القليلة الماضية بهدف إطلاق سراح ألكسندر.
وقال مسؤولان في حماس لرويترز إن موافقة الحركة على إطلاق سراح الأسير الأميركي الصهيوني وتسليم رفات جثامين الأسرى الأربع مشروطة ببدء محادثات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار وفتح المعابر ورفع الحصار الكامل الذي تفرضه قوات الاحتلال.