هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ"عواقب وخيمة" إذا استمرت في احتجاز الأسرى الصهاينة وجثث القتلى.
وصرّح على منصته الخاصة قائلاً: "فقط الأشخاص المرضى والمختلون يحتفظون بالجثث، وأنتم كذلك!"
وأضاف ترامب: "شالوم حماس تعني مرحبًا أو وداعًا – يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع الرهائن فورًا وأعيدوا جميع الجثث التي قتلتموها، وإلا فهذه نهايتكم!"
تجاهل احتجاز الاحتلال الصهيوني لجثامين الفلسطينيين
بينما يهاجم ترامب حماس، فإنه يتجاهل أن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين ما لا يقل عن 665 فلسطينيًا استُشهِدوا على يد جيش الاحتلال، بمن فيهم من استُشهِدوا منذ عقود.
ووفقًا لحملة استرداد جثامين الشهداء، فإن سلطات الاحتلال تحتفظ بهذه الجثث في ما يُعرف باسم "مقابر الأرقام" وفي مشارح سرية.
تضم هذه المقابر قبورًا تحمل لوحات معدنية بأرقام بدلاً من أسماء الضحايا، حيث تُحفظ بياناتهم في ملفات سرية لدى السلطات الأمنية للاحتلال.
أرقام صادمة للجثامين المحتجزة
من بين الجثامين المحتجزة، هناك 259 فلسطينيًا استُشهِدوا قبل حرب الاحتلال الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023، بالإضافة إلى 67 قضوا في سجون الاحتلال، و59 طفلًا تحت سن 18، وتسع نساء.
ولا تشمل هذه الأرقام جثامين الفلسطينيين الذين احتجزهم الاحتلال في غزة، حيث لا تتوفر معلومات عن أعدادهم أو أماكن وجودهم.
كما كشفت وسائل إعلام صهيونية أن أكثر من 1500 جثمان لفلسطينيين محتجزون في سجن "سدي تيمن" سيئ السمعة في صحراء النقب.
ترامب يدعم الاحتلال بلا قيود
رغم هذه الحقائق، تعهد ترامب بتقديم الدعم المطلق للاحتلال الصهيوني، قائلاً: "أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، لن يكون أي فرد من حماس في مأمن إذا لم تنفذوا ما أطلبه".
وأضاف: "اتخذوا قرارًا ذكيًا. أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا ستدفعون الثمن غاليًا لاحقًا!"
لطالما دعا ترامب إلى "السيطرة على غزة" وإعادة توطين سكانها، مقترحًا تحويلها إلى وجهة سياحية. لكن خطته قوبلت برفض عربي ودولي واسع، حيث تم اعتبارها بمثابة تطهير عرقي.
اتفاق الهدنة ومماطلة نتنياهو
أدى العدوان الصهيوني على غزة إلى استشهاد أكثر من 50 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 112 ألف آخرين منذ أكتوبر 2023.
وقد توقفت المجازر مؤقتًا بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في 19 يناير.
يشمل الاتفاق ثلاث مراحل، تضمنت المرحلة الأولى تبادل الأسرى، حيث أُفرج عن 25 أسيرًا صهيونيا و8 جثامين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
لكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يرفض الدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية، لأنه يُلزم بإنهاء الحرب، وبدلاً من ذلك يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى.
وفي خطوة تصعيدية، أمر نتنياهو يوم الأحد بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما دفع حماس إلى رفض أي مفاوضات جديدة ما لم تلتزم سلطات الاحتلال بالاتفاق الأصلي، الذي ينص على الانسحاب الكامل من غزة ووقف الحرب نهائيًا.