بينما قوبل مخطط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتطهير غزة عرقيًا وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" برفض عالمي، فإن المقترح الذي قدمته مصر يثير العديد من التساؤلات، خاصة فيما يتعلق بإقصاء حركة حماس من المشهد السياسي.

ذكرت وكالة رويترز أن إعادة إعمار غزة لن تتلقى أي تمويل دولي كبير ما دامت حماس تظل الفاعل السياسي المسلح المسيطر على الحكم المحلي. ويشمل المقترح المصري إنشاء "بعثة دعم الحوكمة" لتحل محل حماس، إلى جانب نشر "قوة استقرار دولية" بمشاركة دول عربية، تخضع لإشراف مجلس دولي يضم دولًا عربية وإسلامية إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. ومن اللافت أيضًا أن السلطة الفلسطينية لم تُمنح دورًا محوريًا في هذا المخطط.

 

رفض فلسطيني للتدخل الخارجي

رفضت حركة حماس أي محاولات لفرض إدارة غير فلسطينية على غزة، حيث أكد القيادي سامي أبو زهري أن الحركة لن تقبل بوجود أي قوات أجنبية في القطاع. وبالمثل، أبدت السلطة الفلسطينية اعتراضها على استبعاد الفلسطينيين من هذه الترتيبات، رغم محاولاتها المتكررة للظهور أمام المجتمع الدولي كبديل لحكم غزة. ونقلت رويترز عن مسؤول فلسطيني قوله إنه تم التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن تشكيل لجنة من الخبراء الفلسطينيين لتقديم المشورة للسلطة، دون أن تخضع لأي هيئة غير فلسطينية.

ورغم اختلاف الدوافع، فإن حماس والسلطة الفلسطينية تتفقان على رفض التدخل الدولي في شؤون القطاع. إلا أن السلطة، التي تعتمد على التمويل الدولي وتنسيقها الأمني مع إسرائيل، تواجه انتقادات شديدة بسبب دورها في قمع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك تعاونها مع الاحتلال في عمليات طرد الفلسطينيين من مخيم جنين للاجئين.

 

تهميش الفلسطينيين واستمرار الاحتلال

حاولت حماس على مر السنوات الدخول في حوار دبلوماسي مع الغرب، لكنها لم تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه السلطة في تنازلاتها. ومع ذلك، فإن الغرب لا يزال يرفض الاعتراف بأن الاحتلال الاستعماري في فلسطين هو ما يدفع الفلسطينيين إلى المقاومة، سواء بقيادة حماس أو غيرها.

يشير المقال إلى أن الخطة المصرية تتماشى مع النهج الدولي القائم على إقصاء الفلسطينيين عن تقرير مصيرهم. فحماس ترى أن "الإدارة غير الفلسطينية" المقترحة هي امتداد للسياسات التي أدت إلى الوضع الحالي في غزة. ومن المنطقي، بعد عقود من التطهير العرقي والقتل والاعتقال والتعذيب والتهجير القسري، أن يرفض الفلسطينيون أي وصاية خارجية على قضيتهم.

 

من المستفيد من هذه الخطط؟

رفض خطة ترامب لصالح مقترح آخر يحظى بقبول دولي أكبر لا يعني مكسبًا للفلسطينيين، بل يرسخ الاحتلال الإسرائيلي ويزيد من التواطؤ الدولي في استمرار العدوان على غزة. فالخطط التي تستثني الفلسطينيين من إدارة شؤونهم تخدم فقط المصالح الإسرائيلية، مما يترك الفلسطينيين أمام خيارين: إما الخضوع لمشاريع تهدف إلى تهميشهم أو الاستمرار في مقاومة الهيمنة الأجنبية.

https://www.middleeastmonitor.com/20250304-whose-interests-do-the-plans-for-gaza-serve/