تتفق العديد من التحليلات الإسرائيلية على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق نصرًا في حربها على غزة، بل اكتفت بتدمير معظم القطاع وقتل عدد كبير من سكانه. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولي حكومته يكتفون بإصدار تصريحات قوية دون تحقيق أهداف ملموسة.
رغم أن هذه التحليلات تدعو لمواصلة الحرب وتحقيق أهداف محددة، إلا أنها تعكس أيضًا حجم الفشل الذي لا تزال إسرائيل تعاني منه. ويحاول بعض المسؤولين تحميل المؤسسة العسكرية المسؤولية عن الإخفاقات، بينما يرى آخرون أن القيادة السياسية تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية.
في تقرير نشره "معهد دراسات الأمن القومي" بجامعة تل أبيب يوم 20 فبراير بعنوان "النصر المنتظر على حماس لم يتحقق – ماذا الآن؟"، أكد المعهد أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية، والتي تشمل: تدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس، وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وإعادة سكان مستوطنات "غلاف غزة" إلى منازلهم بأمان، وإنهاء حكم حماس في غزة وضمان عدم تشكيلها تهديدًا لإسرائيل.
وبحسب محللين عسكريين إسرائيليين، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق ثلاثة أهداف ونصف من الأهداف الأربعة، إذ لم تنجح إلا جزئيًا في ملف تبادل الأسرى. ويؤكد التقرير أن اتفاق تبادل الأسرى لا يعكس فرض إسرائيل شروطها بقدر ما يُعدّ تنازلًا لإملاءات حماس التي تسعى للبقاء بأي ثمن. كما أشار إلى أن "القضاء على حكم حماس وإزالة تهديدها لا يزال بعيد المنال."
على العكس، يرى بعض المحللين أن الإنجاز الأهم الذي حققته حماس هو بقاؤها في السلطة داخل غزة. كما يعترف تقرير المعهد بأن صفقة التبادل هي "اعتراف واضح بعدم تحقيق النصر الكامل"، وأنها منحت حماس فرصة لإعادة بناء نفسها. وأضاف التقرير أن الصفقة أدت إلى إطلاق سراح أكثر من ألف معتقل فلسطيني، من المحتمل أن يعود بعضهم إلى تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، كما سمحت لحماس بالاحتفاظ ببعض الأسرى كورقة ضغط لضمان بقائها.
وفي ظل هذا الوضع، يرى عدد قليل من المحللين الإسرائيليين أنه حان الوقت للبحث عن حلول سياسية، لكن الرأي السائد لا يزال يدعو لمواصلة الحرب. ويأمل هؤلاء أن يعمل رئيس الأركان الجديد، إيال زمير، على استعادة قوة الجيش الإسرائيلي وتحويله إلى "جيش مقاتل يتمتع بروح قتالية قادرة على تحقيق النصر."
أما بالنسبة للخطوات المقبلة، فيرى كثيرون من محللي الاحتلال أن الأولوية يجب أن تكون: استكمال مسار استعادة الأسرى المتبقين، واستغلال إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة لدفع الدول العربية للمشاركة في إعادة الإعمار، بهدف إنهاء حكم حماس وتحقيق الاستقرار في القطاع.
https://www.middleeastmonitor.com/20250227-why-didnt-israel-win-in-gaza/