تجمع مئات من أهالي الأسرى المحررين، منتصف ليل الأربعاء صباح الخميس، في رام الله وبيتونيا وغزة مجددًا لاستقبال 620 أسيرًا ضمن الدفعة السابعة لاتفاق طوفان الأحرار الذي وقعته حماس، رغم تهديدات الاحتلال لحماس والذي تردد عبر وسائل الإعلام الصهيوني، ومنها "يديعوت أحرونوت" التي نقلت عن مصدر "إسرائيلي" قوله: "أمام حماس ثلاثة خيارات هي تمديد المرحلة الحالية، أو الموافقة على مطالب "إسرائيل"، أو عودة الحرب بشدة غير مسبوقة"؛ أيده في ذلك وزير المالية المتطرف "سموتريتش" الذي هدد بعودة الحرب قائلاً: "ستندهشون من قوة ودقة وفتك العملية العسكرية لاحتلال غزة عندما نقرر الوقت المناسب لاستئنافها"!

 

صلابة حماس

وقال حركة حماس إنه جرى التوافق على اتفاق لحل مشكلة تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان يجب إطلاقهم في الدفعة الأخيرة، على أن يتم إطلاق سراحهم بشكل متزامن مع جثامين الأسرى الإسرائيليين المتفق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى، بالإضافة إلى ما يقابلهم من النساء والأطفال الفلسطينيين.   

وقالت مصادر للجزيرة: "إنه بجهود الوسطاء تم الاتفاق على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين لم يفرج عنهم الاحتلال يوم السبت الماضي والتبادل المتعلق بالجثامين دفعة واحدة وبشكل متزامن وفق الموعد المحدد".

واتفقت قيادات حماس حتى الساعات الأخيرة على أنها مستعدة لكافة الخيارات التي يطرحها العدو، مع تقارير صهيونية عن إعادة بناء حماس صفوفها، وأنها حتى الآن لم تقاتل بكل قوتها.

وقال القيادي في حركة حماس د. باسم نعيم، وزير الصحة الفسلطيني الأسبق، إن أي محادثات بين حركته و"إسرائيل" من خلال وسطاء “مشروطة” بالإفراج عن 620 فلسطينيًا من السجون "الإسرائيلية" كان من المقرر إطلاق سراحهم، السبت الماضي.

وأضاف نعيم، "يتعين على الوسطاء التأكد من التزام العدو بشروط الاتفاق كما هو موضح في النص المتفق عليه".

وأرجأت تل أبيب عودة الأسرى الفلسطينيين، وقال مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إن الفلسطينيين لن يتم الإفراج عنهم حتى تضمن حماس أن إطلاق سراح الرهائن المقبلين "سيتم دون مراسم مهينة"!

إلا أن مؤيدين للمقاومة من غزة ناشدوا حماس ألا ترضخ للرغبة الصهيونية وكتب د. أيسر  @aysardm، ".. بربكم انشروا ..لا تفعلي يا حماس .. ولو بحثة واحدة لا تستجيبي للنتن .. ولا للوسطاء.. إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين استحقاق وليس شرطًا ولا منّةأرجوكم لا تقبلوا فهذا لا يؤمن من جانبهعليهم أولاً أن يقوموا بتنفيذ كل الاستحقاقات دفعة واحدةنعلم أنه لا يهمنا مراسم تسليم الجثث .. ولكن لا نريد منح هذا النتن الكلب أي كلمة علينا، فقد يظن أن هذا ضعفًا من حماس …هذا لا يفهم إلا لغة القوة.. على الوسطاء الضامنون أن يضغطوا على هذا الكلبكلما كنتم متشددين يا حماس كلما تنازل هذا الكلبهؤلاء لا ينفع معهم حسن النية …".

https://x.com/aysardm/status/1894092113911976142

 

صمود في أقسى الظروف

وذكر المحلل السياسي الفلسطيني أدهـم إبراهيم أبـو سلميـة عبر @pal00970 بموقف حماس في "عام 2006م، وفي أعقاب فوز حماس بالانتخابات، أعلن العالم فرض حصاره على شعبنا، ورفعت اللجنة الرباعية الدولية “الكرت الأحمر” في وجه حكومة هنية، ووضعت شروطها للاعتراف بها:

1.الاعتراف بإسرائيل.

2.نبذ العنف.

3.الالتزام بالاتفاقيات الدولية الموقعة مع السلطة.

4.تسليم سلاح المقاومة.

وأضاف أنه "خرج يومها الشهيد إسماعيل هنية ليُعلن من قلب غزة أنه لن يعترف بإسرائيل، وقال عبارته الشهيرة: "لن تسقط القلاع، ولن تُخترق الحصون، ولن يسرقوا منا المواقف".

وأوضح أنه "جاء بعد ذلك مَن قدموا أنفسهم "ناصحين" ليضعوا الجزرة بين يدي المقاومة وقيادتها، ووعدوها بأن أبواب الجنة ستُفتح إذا استجبنا لشروط اللجنة الرباعية الدولية، وأن أبواب الجحيم ستُفتح إذا رفضتها.

وعن تشابه الأحداث استدرك "أبو سلمية"، ".. وبعد ثبات المقاومة وقيادتها، تعرض شعبنا لحروب متتالية، وحصار طال أمده، وفتنة داخلية، وانقسام لأجل عيون إسرائيل. وكان تواطؤ بعض الأنظمة العربية أشد قسوةً على شعبنا، ومع ذلك ثبتت المقاومة.".

وأكد على غاية الاحتلال من التعطيل والتهديد، أنه "..كان وما يزال حلم القضاء على المقاومة ونزع سلاحها حلمًا بعيد المنال بإذن الله، وكما فشل هذا العدو في كل المحطات، سيفشل في هذه المحطة أيضًا، وسيبقى سلاح مقاومتنا رمز عزتنا وكرامتنا، ومصدر فخرنا حتى التحرير.. أما أولئك الذين علقوا آمالهم على أمريكا، فأقول لهم: هذه أوكرانيا شاهد حي، كيف باعتها أمريكا، وستبيعكم كما باعتهم حين ينتهي دوركم.. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.".

https://x.com/pal00970/status/1893962114823303678

 

مفاوضو حماس

واستذكر شاتيلا @Shatella212 مواقف سابقة لقيادات حماس في التفاوض عن الأسرى وقال: "أثناء المفاوضات حول الأسير الصهيوني في غزة "جلعاد شاليط"، كان الذي يرأس المفاوضات من الجانب الفلسطيني هو الشهيد القائد "أحمد الجعبري"، وكان الوسيط بين المقاومة وإسرائيل هي "ألمانيا"، وضعت "إسرائيل" بعض الشروط والأسماء التي لم تقبلها المقاومة في غزة، فغضب الوسيط الألماني وحاول أن يجبر المقاومة ويجعلها توافق على الشروط "الإسرائيلية".

وأضاف "عندها قال له القائد الجعبري (رحمه الله): معك ساعتين تغادر فيهم قطاع غزة، وإلّا راح تكون إنت الأسير الثاني بجانب جلعاد شاليط. إمبراطور غزة وقائدها الفولاذي، القائد الشهيد أبو محمد الجعبري رحمه الله".

https://x.com/Shatella212/status/1894078848641188182