في اعتراف جديد يعكس حجم الإخفاق الإسرائيلي في تحقيق أهدافه من الحرب الدموية على قطاع غزة، أكد الكاتب الإسرائيلي والمعلق التلفزيوني أمنون ليفي، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إسرائيل غير قادرة على هزيمة حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي وصفها بأنها ليست مجرد منظمة عسكرية، بل فكرة أيديولوجية راسخة تدفع أفرادها لمواصلة المقاومة رغم حجم الدمار الهائل.

وفي خضم استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبينما تحاول حكومة الاحتلال فرض واقع جديد عبر القصف والتدمير، تتوالى اعترافات المسؤولين والمعلقين الإسرائيليين بفشل هذه الاستراتيجية في القضاء على حركة حماس أو كسر إرادة المقاومة الفلسطينية. وجاء أحدث هذه الاعترافات من الكاتب أمنون ليفي، الذي رسم في مقاله صورة قاتمة لقدرة إسرائيل على تحقيق "نصر" عسكري ضد حماس.
 

مشهد مرعب للاحتلال
   يشير ليفي إلى أن الإسرائيليين أصيبوا بصدمة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة عندما شاهدوا آلاف المقاتلين الفلسطينيين بالزي العسكري ينتشرون في ساحات غزة بعد أشهر من القصف المكثف، متسائلين: "كيف يمكن أن يكون هذا بعد المعارك العنيفة؟ كيف بقيت هذه القوة كبيرة ومنظمة رغم كل هذا الدمار؟". وأكد أن هذا المشهد كان بمثابة "ركلة مؤلمة في المعدة" لقادة الاحتلال، ودليلاً على أن حماس ليست مجرد تنظيم، بل أيديولوجية متجذرة تولد مقاتلين جدد باستمرار.
 

مصدر لا ينضب للمقاومة
   يضيف ليفي أن مقاتلي حماس لا يعانون من نقص في الصفوف أو العزيمة، مشيراً إلى أن الحركة "تجلس على نبع غضب سامّ لا ينضب"، يجعلها قادرة على إنتاج المزيد من المقاتلين بشكل مستمر. ويرى أن التهديدات التي يطلقها بعض القادة الإسرائيليين، وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن تؤثر على مقاومي غزة، حيث أن نصف سكان القطاع بلا مأوى أو طعام أو مستقبل، مما يجعل من المستحيل إرهابهم أو ردعهم.
 

غياب رؤية إسرائيلية للخروج من الأزمة
   يرى ليفي أن السبيل الوحيد لمواجهة حماس لا يكمن في الحملة العسكرية وحدها، بل يحتاج إلى استراتيجية أوسع تتضمن تقديم بديل سياسي واقتصادي لسكان غزة، وهو ما يعجز قادة الاحتلال عن تحقيقه.
ويؤكد أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو غير قادرة على تبني هذا النهج، إذ تفتقد لأي شريك فلسطيني معتدل يمكنها العمل معه، فيما تعجز المعارضة الإسرائيلية أيضاً عن تقديم رؤية سياسية بديلة.
 

نتنياهو والمسؤولية عن الفشل
   وفي انتقاد حاد لحكومة نتنياهو، يشير ليفي إلى أن فشلها في تقديم حلول سياسية واستمرارها في سياسات العنف والدمار أدى إلى تفاقم الأزمة، وكان أحد الأسباب الرئيسية وراء كارثة السابع من أكتوبر.
ويؤكد أن نتنياهو، الذي يدعي أن الهجوم على إسرائيل وقع بسبب عدم إيقاظه في الوقت المناسب، كان "نائماً سياسياً" طوال العشرين عاماً الماضية، الأمر الذي أدى إلى الكارثة التي يعاني منها الاحتلال اليوم.