قالت مجموعة معنية بشؤون الأسرى الفلسطينيين، إن الاحتلال الصهيوني يقوم بتعذيب الأسرى الفلسطينيين بشكل عنيف ومهين قبل إطلاق سراحهم.
وقد أشار عبد الله الزغاري، رئيس جمعية الأسرى الفلسطينيين، في بيان له يوم الأحد إلى أن غالبية الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم من سجون الاحتلال في إطار اتفاقية الهدنة في غزة يتعرضون لـ "تعذيب منهجي أيامًا قبل إطلاق سراحهم".
وأفادت تقارير حديثة للمجموعة التي تراقب أوضاع الأسرى بأنها رصدت أشكالًا شديدة من التعذيب والإساءة، بما في ذلك حرق المعتقلين بالماء المغلي والتبول عليهم.
وأكد الزغاري أن هذا يعد "محاولة من إسرائيل للانتقام منهم"، داعيًا الوسطاء في اتفاق الهدنة، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى ضمان سلامة وكرامة الأسرى المحررين مع الضغط على الاحتلال لوقف تعذيبهم.
وأضاف الزغاري أن هناك شهادات مروعة عن تعرض الأسرى للضرب المبرح قبل وبعد إطلاق سراحهم، خصوصًا الأسرى الذين أُطلق سراحهم إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن معظم الأسرى يعانون من أمراض مثل الجرب نتيجة الظروف القاسية التي احتُجزوا فيها.
ووصف هذا بأنه "دليل على عقلية الاحتلال التي تسعى لتشويه صورة الأسير الفلسطيني أمام شعبه".
من جهتها، أفادت لجنة شؤون الأسرى والمحررين بأن معظم الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من الإرهاق والهزال وفقدان الوزن، كما أن هناك أسرى أغشي عليهم دون أن يأتي طبيب أو ممرضة للكشف عليهم أو نقلهم إلى العيادة.
في وقت سابق من أغسطس العام الماضي، اتهمت مجموعة "بتسيلم" الحقوقية الصهيونية سلطات الاحتلال بإساءة معاملة الفلسطينيين في معسكرات التعذيب بشكل منهجي، حيث تعرضوا لعنف شديد واعتداءات جنسية.
استند تقرير المجموعة الذي حمل عنوان "مرحبًا في الجحيم" إلى 55 شهادة من أسرى فلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومن المستوطنين الصهاينة.
وأشار التقرير إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأسرى تم احتجازهم دون محاكمة.
في نفس السياق، كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية عن إصابة ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بمرض الجرب في الأشهر الأخيرة.
وأظهرت النتائج الواردة في التقرير، الذي استند إلى تصريحات مسؤولين في السجون، أن هذه الحالة كانت نتيجة التماس منظمات حقوقية.
وقال أحد الأسرى في تقرير "هآرتس": "عندما طلبنا العلاج، قالوا لنا إننا إرهابيون ويجب أن نموت".
وقالت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان،" إن الأسرى محرومون من استخدام آلات غسل الملابس في السجون، كما أنهم لا يتلقون ملابس كافية.
وأكدت أمينة الطويل، باحثة في مركز دراسات الأسرى الفلسطينيين، لـ "ميدل إيست آي" أن المؤسسات الفلسطينية لحقوق الإنسان دأبت على تحذير المجتمع الدولي بشأن الأمراض المنتشرة في السجون.
وقالت الطويل، إن الاكتظاظ في السجون هو السبب الرئيس لانتشار الأمراض، بالإضافة إلى التدابير الصهيونية التي -وفقًا لما تقول- تم استخدامها عمدًا لإلحاق المعاناة بالأسرى، مثل عدم عزل الأسرى المصابين عند اكتشاف المرض وعدم توفير العلاج لهم.
وبحسب التقارير، هناك حاليًا أكثر من 10400 فلسطيني قيد الاحتجاز، منهم ما لا يقل عن 3376 في الاحتجاز الإداري.