أطلقت سلطات الإحتلال مساء الثلاثاء 28 يناير الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، بعد أن اعتقلته قوة كبيرة من شرطة الإحتلال أغلبهم أرتدوا أقنعة على وجوههم، وذلك لساعات صباح اليوم ذاته بلا توجيه أي اتهام.
وأفرج عن الشيخ رائد صلاح في 13 ديسمبر 2021 بعد اعتقال 17 شهرا داخل سجون الاحتلال وعودته لبيته بأم الفحم.
وفي خطبة الجمعة الماضية بأم الفحم (أبرز مدن مدينة القدس المحتلة) تحدث عن انتصار غزة وكيف أن العقبى لله في نصرها،
وأن المخططات الصهيونية زائلة أمام صمود الفلسطينيين في هجمة الإبادة الجماعية والدعم الغربي المكشوف للاحتلال عليهم.
وقال خالد زبارقة محامي الشيخ رائد صلاح في تصريحات متلفزة على قناة الجزيرة: "لا توجد تهمة للشيخ الذي اعتقل بقرار من وزير الدفاع (ياسرائيل كاتس) سوى اتهام نشره الإعلام الصهيوني عن لجان إفشاء السلام التي يرأسها على أنها امتداد لجمعية الحركة الإسلامية التي حظرها الاحتلال قبل 10 سنوات!
وداهمت قوة من الاحتلال في 27 يناير مقر جمعية إفشاء السلام التي يرأسها الشيخ وصادرت أوراقا وحواسيب وممتلكات تخص اللجان.
واتهم رئيس لجان إفشاء السلام الشيخ رائد صلاح المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل في 9 سبتمبر 2022 وخلال خطبة الجمعة مخابرات وشرطة الاحتلال بالتواطؤ مع تفشي الجريمة في مجتمعنا (الداخل الفلسطيني)، وكرر اتهامه في سبتمبر 2023 وحمل الشيخ الاحتلال مسؤولية جريمة القتل المتفشية بالداخل الفلسطيني المحتل.
وأضاف "زبارقة"، ".. ساءهم قيام الجمعية والشيخ بنشاط اجتماعي لفض المنازعات ووقف زيف الدماء بعد تصاعد الجريمة وحالات القتل داخل الخط الاخضر حتى وصل ل500 قتيل واستطاعت اللجان إفشاء السلام والشيخ رائد صلاح -بظل غياب الحكومة "الاسرائيلية"- عن أي دور اجتماعي في أن تفض نحو 2000 مشكلة اجتماعية ومنازعة خلال العامين الماضيين منذ اشهارها".
منعه من السفر
وفي 22 مايو 2022 منعت سلطات الاحتلال الشيخ من السفر، وجعل الاحتلال منع الشيخ رائد صلاح قابلا للتمديد كل 6 اشهر وذلك اعتبارا من 13 أغسطس 2022، بذريعة أسباب أمنية.
ومن التعليقات البارزة على المنع، ما قاله الناطق باسم حركة حماس جهاد طه من أن صوت الشيخ رائد صلاح أقوى من الاحتلال ومنعه من السفر لن يغيب دوره النضالي.
وأدانت "حماس" قرار الاحتلال منع الشيخ من السفر معتبرة أنها جريمة اعتداء على أبسط حقوق الانسان والقوانين الدولية التي كفلت حرية الحركة والتنقل والسفر.
واعتبر "طه " أن قرار منع الشيخ رائد صلاح من السفر، محاولة يائسة لتغييب صوت شعبنا ودور رموزه في الدفاع عن القدس والأقصى وفضح جرائم الاحتلال ضدهما ونقل معاناة المقدسيين والمرابطين وانتهاكات الاحتلال ومستوطنية المتكررة إلى الرأي العام.
المسجد الأقصى
ولشيخ الأقصى تصريحات عن المسجد الأقصى وخلال العام الماضي واصل تلك التصريحات التي يترقبها الداخل المحتل، ففي 7 مايو قال: "سعي الاحتلال لتغير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدا بل هو مخطط قديم".
وقبلها في 19 ابريل الماضي، قال: "حتى لو ذبحوا بقرتهم الحمراء وسال دمها على اعتاب المسجد الأقصى سيبقى المسجد الأقصى هو المسجد الأقصى المبارك حتى قيام الساعة"، بعد أن كان دعا لشد الرحال للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان الماضي.
ومع ازدياد الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى،قال في 20 فبراير 2024: "لا يمكن لأحد أن يملك حق منع دخول المصلين في المسجد الأقصى لأننا أصحاب الحق الأصلي في ذلك"، مؤكدا "لنا الحق الأبدي في الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك في كل وقت".
وشدد على أن "المسجد لأقصى حقنا الإسلامي والعروبي والفلسطيني ولا حق لغيرنا فيه ولا يقبل تقسيما زمانيا ومكانيا".
وقبل طوفان الأقصى كان له تصريح لافت ففي 25 سبتمبر 2023 قال "الصلاح" : "الأقصى يئن تحت وطأة الاحتلال وعلينا جميعا تجديد العهد له".
اهتمام خاص بالدور المجتمعي
وكان للشيخ منذ خروجه الأخير من سجون الاحتلال، دور في زيارات أهالي الخط الأخضر ومنها زيارته لبلدة عقربا قرب نابلس بعد وفاة أطفال يعملون وراء لقمة العيش.
في 14 يناير 2022 شنت وسائل إعلام صهيونية حملة تحريض على الشيخ واتهمته بأنه من يقف وراء الهبة الجماهيرية التي اندلعت في النقب، ولكن الشيخ أصر على مشاركة قرية سعوة الأطرش بالنقب اعتصامهم في 22 يناير والشيخ كمال الخطيب، وقال: "يتهمون أطفال النقب بأنهم يشكلون مشروع إرهاب وتخريب وهذا استباحة لدماء الأطفال آن اوان لننتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم يجب أن يكون هناك ملاحقة قانونية لمن يوجه هذه الاتهامات لأطفالنا".
وفي 19 مارس 2022 استقبل أهالي مدينة رهط بالنقب المحتل استقبالا حاشد للشيخ رائد صلاح فقرر الشيخ في 26 مارس بعدها بأيام المشاركة في زراعة شتلات الورود في أرض العراقيب بالنقب المحتل.
إجراءات خاصة
وفي 12 مارس 2022، قررت شركة (ايجد) الصهيونية تفصل السائق بلال حماد من الداخل الفلسطيني فقط لإنه عبر عن إعجابه بالشيخ رائد صلاح، ثم تقدم الشيخ رائد صلاح بعدها بأسابيع في أبريل، بشكوى قضائية على كل من حرض عليه إلى حد إهدار دمه سواء من سياسيين في المجتمع الاسرائيلي أو إعلاميين أو شعبويين.
وبعدها بأيام أيضا، حظرت مخابرات الاحتلال على الشيخ عكرمة صبري التواصل مع عدة شخصيات بينهم الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب؛ إلا أن الشيخ في 19 أبريل 2022 زار المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ خروجه، كما شارك في 5 مايو 2022 في مسيرة العودة لقرية ميعار المهجرة.