في تقرير جديد نشرته جامعة براون الأمريكية، كشف الباحثون عن حجم الدعم العسكري الهائل الذي قدمته الولايات المتحدة للاحتلال الصهيوني خلال الحرب المستمرة على غزة ولبنان.
ووفقًا للدراسة، أنفقت الولايات المتحدة رقمًا قياسيًا بلغ 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية للاحتلال خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024.
 

إنفاق أمريكي غير مسبوق لدعم الاحتلال
   
إلى جانب هذا المبلغ الضخم، أنفقت الولايات المتحدة 4.86 مليار دولار إضافية على العمليات العسكرية البحرية لحماية الاحتلال الصهيوني من هجمات الحوثيين، وبذلك يصل إجمالي الإنفاق العسكري الأمريكي المعلن لدعم الاحتلال خلال هذه الحرب إلى 22.76 مليار دولار، وهو أعلى مبلغ سنوي تنفقه الولايات المتحدة على الاحتلال الصهيوني منذ بدايته.

لكن التقرير يؤكد أن هذا الرقم لا يعكس كل الدعم الحقيقي المقدم من واشنطن لتل أبيب، إذ لم يكن من الممكن الحصول على جميع التفاصيل حول المساعدات العسكرية، بسبب ما وصفه الباحثون بـ"المناورات البيروقراطية" التي تهدف إلى إخفاء الحجم الحقيقي للدعم.
كما لم يشمل التقرير المساعدات الجديدة التي قدمت بعد تصعيد الاحتلال الصهيوني ضد حزب الله في سبتمبر 2024.
 

أنواع المساعدات العسكرية المقدمة
   
وفقًا للتقرير، تضمنت المساعدات الأمريكية للاحتلال الصهيوني خلال الحرب تمويلًا عسكريًا مباشرًا، مبيعات أسلحة، وسحب ما لا يقل عن 4.4 مليارات دولار من المخزونات الأمريكية.
كما شملت الأسلحة التي تم شحنها ذخائر متنوعة، قنابل خارقة للتحصينات، وصواريخ دقيقة التوجيه.

إلى جانب ذلك، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 4 مليارات دولار على تجديد أنظمة الدفاع الصهيونية مثل القبة الحديدية، فضلاً عن تمويل عمليات انتشار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي ارتفعت من 34 ألف جندي إلى 50 ألفًا في أغسطس 2024، قبل أن تستقر عند 43 ألف جندي.
 

مبيعات أسلحة إضافية بمليارات الدولارات
   في 4 يناير 2025، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس عن نيتها بيع حزمة أسلحة جديدة للاحتلال الصهيوني بقيمة 8 مليارات دولار، تشمل ذخائر طائرات مقاتلة، طائرات هليكوبتر هجومية، وقذائف مدفعية.
وإذا تم احتساب هذه الصفقة ضمن إجمالي الإنفاق الأمريكي، فإن المبلغ النهائي للدعم العسكري الأمريكي للاحتلال الصهيوني خلال الحرب يتجاوز 30 مليار دولار.
 

الخسائر الاقتصادية للاحتلال نتيجة الحرب
   من جهة أخرى، كشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الصهيونية أن خسائر الاحتلال الصهيوني منذ اندلاع الحرب بلغت 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار)، وفق تقديرات "بنك إسرائيل".
وشملت هذه الخسائر التكاليف الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية، والخسائر في الإيرادات.

وأشارت الصحيفة إلى أن العجز في الميزانية بلغ 37.7 مليار دولار عام 2024، بينما تكبد قطاع البناء خسائر يومية بلغت 644 مليون دولار.
كما أوصت لجنة حكومية صهيونية بزيادة ميزانية الدفاع إلى 74 مليار دولار خلال العقد المقبل لتعويض النقص ودعم القدرات العسكرية.
 

أكبر دعم عسكري في تاريخ العلاقات الدولية
   يؤكد التقرير أن الدعم الأمريكي للاحتلال الصهيوني منذ نشأته بلغ 310 مليارات دولار (بعد تعديل القيمة وفق التضخم)، ما يجعلها أكبر دولة متلقية للمساعدات العسكرية الأمريكية في التاريخ الحديث، متجاوزة حتى حلفاء واشنطن التقليديين.

وفي الفترة ما بين عامي 2001 و2020، تلقى الاحتلال الصهيوني مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة أكثر من كل الدول الأخرى التي تحصل على دعم أمريكي مجتمعة.