شهد قطاع غزة، اليوم الاثنين، مشهداً تاريخياً يعكس صمود الشعب الفلسطيني في وجه آلة الحرب الصهيونية، حيث بدأ الآلاف من النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع، بعد أكثر من خمسة عشر شهراً من التهجير القسري والدمار الشامل الذي خلفته آلة العدوان الصهيوني.
 

فرحة العودة رغم الدمار
   على طول شارع الرشيد، سارت أفواج العائدين في مشهدٍ مهيب منذ ساعات الصباح الباكر، غير آبهين بحجم الدمار الذي طال منازلهم وأحيائهم، بل كانوا يحملون في قلوبهم عزيمة قوية وإصراراً على استعادة حياتهم رغم كل الظروف.
مشاهد الفرح والدموع امتزجت مع أنقاض المنازل، في رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني عصيٌّ على الكسر.
 

حماس: العودة انتصار وهزيمة للمحتل
   في بيان رسمي، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن زحف النازحين نحو الشمال هو إعلان لفشل الاحتلال الصهيوني ومخططاته الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وتغيير الخارطة الديموغرافية للقطاع.
قالت الحركة: "مشاهدُ عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكّد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة".

وأكد البيان أن عودة النازحين تشكل ضربة قوية لمخططات الاحتلال، وتبرهن على فشل محاولاته لفرض واقع جديد على الأرض.
 

اتفاق الهدنة يمهّد الطريق للعودة
   جاءت عودة النازحين ضمن ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار، حيث بدأ تدفقهم شمالاً في السابعة صباحاً عبر شارع الرشيد سيراً على الأقدام، بينما سُمح بمرور المركبات عبر شارع صلاح الدين بعد ساعتين من ذلك.
ورغم القيود اللوجستية، أصر الفلسطينيون على استعادة أراضيهم ومنازلهم، متجاوزين كل المخاطر والعوائق.
 

دعوات لدعم العائدين وإغاثة الشمال
   وسط هذه التطورات، شددت "حماس" على ضرورة تكثيف إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة مناطق قطاع غزة، وخاصة المناطق الشمالية التي عانت من حصار شديد خلال الأشهر الماضية.
ودعت المؤسسات الإغاثية والدولية إلى التحرك العاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية للعائدين، لا سيما في ظل دمار البنية التحتية والخدمات.