شيع عشرات من جنود كتائب القسام بعد صلاة العصر من فوق أنقاض المسجد العمري بغزة، الجمعة 24 يناير الجاري، القياديين بحركة حماس، روحي مشتهى، رئيس حكومة غزة، والرجل الثاني للسنوار في الحركة في غزة، وصاحب المسؤوليات المتعددة في الحركة، وسامي عودة، قائد جهاز الأمن العام لحماس.

واستغلت حماس فرصة وقف إطلاق النار بالقطاع وسارعت إلى دفن قياديها كما حدث في الهدنة الأولى التي نقضها الاحتلال ودفت قيادات المقاومة ومنهم أحمد الغندور قائد لواء شمال القطاع وأيمن صيام قائد القوة الصاروخية.

وسبق لجيش الاحتلال الصهيوني، الإعلان عن تصفيته "مشتهى" وعودة وآخرين، عدة مرات خلال طوفان الأقصى، منها مرتان في 2 أغسطس 2024 والثانية في 2 أكتوبر من العام نفسه، وذكرت مرة ثالثة قبل أغسطس بثلاثة أشهر! وتارة قالت إنها قتلت روحي مشتهى في أحد انفاق غزة وثانية في إحدى شقق غزة وأثناء تنقلهم من مربع إلى مربع هربا من القصف.
 

تاريخ قائد
   
وولد روحي جمال عبد الغني مشتهى (أبوجمال) في 1959م اعتقلته سلطات الاحتلال في 13 فبراير 1988، من المستشفى المعمداني في غزة، الكائن بحي الشجاعية، إثر انفجار عبوة ناسفة بيده، فبترت أصابعه كما أنه اعتقل بعد زواجه ببضعة أشهر، وحكمت عليه محاكم "إسرائيل" بالسجن أربعة مؤبدات وعشرين عاما، وتعرض للعزل الانفرادي عدة سنوات، وأمضى في السجن نحوربع قرن، حيث حكم بأربعة مؤبدات و30 عاما.

وفي سبتمبر 2012 ظهر مشتهى إلى جوار يحيى السنوار ضمن محرري صفقة شاليط 2011 كأحد أهم مؤسسي العمل العسكري لحماس، وفي يناير 2013 ألقى كلمة حماس والقوى الإسلامية والوطنية في مهرجان فتح فكان خروجه رسالة بليغة، ثم دمر الاحتلال منزله في 2014 وكان عضوا في المكتب السياسي لحماس.

وورد في بيان جيش الاحتلال الصهيوني أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجوقامت بضرب "الإرهابيين" وقتلهم بينما كانوا يختبئون في مجمع محصن ومجهز تحت الأرض في شمال قطاع غزة.
 

السنوار ومشتهى
   
وقال جيش الاحتلال أن روحي مشتهى كان أحد أبرز عناصر حماس، واليد اليمنى للسنوار وأحد أقرب مساعديه. وأضاف أنه شارك في القرارات العسكرية بينما كان يعمل أيضًا كرئيس للحكم المدني لحماس في قطاع غزة ويحمل حقيبة شؤون الأسرى.

وأسس مشتهى جهاز الأمن العام لحماس مع يحيى السنوار، وكانا في السجن معا وخلال الحرب حافظ على السيطرة المدنية على نظام حماس.

التحق مشتهى بجماعة الإخوان المسلمين في مرحلة مبكرة من حياته، وانخرط في نشاطاتها، وشارك في تأسيس (جهاز الجهاد والدعوة) "مجد" عام 1986، وهوالذراع الأمني لحركة حماس.

وكان في سجون الاحتلال، شارك مع الأسرى في تخطيط وتنفيذ عدة فعاليات ضد سياسات إدارة السجون الصهيونية منها الإضرابات عن الطعام.

وانتخب عضوا في المكتب السياسي للحركة عام 2013، وجدد انتخابه عام 2017 حتى عام 2021، وكان مسؤولا عن ملف العلاقات مع مصر وتحديدا في الملفات المتعلقة بتبادل الأسرى.

وخاض مع السنوار غمار انتخابات حماس الداخلية، وأصبحا قياديين في الحركة ويسيطران على الكثير من مفاصلها، كما تربطهما علاقة مميزة بمحمد الضيف وقيادة القسام.

قصفت الطائرات الصهيونية منزله خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، وفي شهر مايو2019، وضع على قائمة الاغتيالات عام 2014، ووضعته الإدارة الأمريكية على قوائمها للإرهاب عام 2015، حسبما ورد على الموقع المختص في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار كما يعرف عن نفسه وموقعه تركيا.