في تصعيد خطير يعكس تعقيد الصراع في الشرق الأوسط، كشفت القناة العبرية 12 عن تفاصيل جديدة تتعلق بعملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، التي وقعت في 31 يوليو 2024 بالعاصمة الإيرانية طهران.
الحادثة التي هزت المنطقة وأسفرت عن استشهاد هنية ومرافقه الشخصي، تفتح ملف العمليات السرية التي ينفذها جهاز "الموساد" الإسرائيلي في مناطق حساسة في الشرق الأوسط.
عملية الاغتيال.. قنبلة داخل الوسادة أم صاروخ موجه؟
وفقا لما كشفته القناة 12 الإسرائيلية، استخدم "الموساد" قنبلة موضوعة داخل الوسادة التي كان ينام عليها هنية، في استهداف دقيق أثار الكثير من التساؤلات حول الطرق التي يتم بها تنفيذ مثل هذه العمليات في مناطق خارج سيطرة الاحتلال.
وذكرت القناة أن هنية كان يتردد على نفس الغرفة في مبنى رسمي إيراني خلال كل زيارة له إلى طهران، مما سهل تعقب خطواته من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
وكان من المقرر في البداية أن يتم اغتيال هنية أثناء مشاركته في جنازة أحد الشخصيات الإيرانية البارزة، إلا أن إسرائيل قررت تأجيل العملية في اللحظات الأخيرة، ثم وفي وقت لاحق، تم تنفيذ عملية الاغتيال باستخدام قنبلة أكبر حجمًا من تلك التي استخدمها الاحتلال في عمليات سابقة، في إشارة إلى تصعيد نوعي في الأساليب المستخدمة ضد الشخصيات البارزة في المقاومة الفلسطينية.
إسرائيل تعترف.. خطوة نادرة تزيد من تعقيد الوضع
ما يزيد من تعقيد هذا التصعيد هو الاعتراف العلني من وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال.
هذا الاعتراف الرسمي يعتبر سابقة نادرة، حيث عادة ما يتم تنفيذ مثل هذه العمليات بسرية تامة، وهو ما أثار موجة من الغضب والاستنكار الدولي.
رد الفعل الإيراني.. تأكيد للشرعية الدولية في الرد
لم تكتف إيران بالتصريحات التي أدانت هذا الفعل، بل قامت بتحرك دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي، حيث بعث السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
في رسالته، طالب إيرواني باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، معتبرًا أن الاعتراف الإسرائيلي يعزز موقف إيران في الرد المشروع على هذا "العمل الإرهابي".
كما أكد إيرواني أن الاعتراف الإسرائيلي "يكشف مرة أخرى عن الطبيعة الإرهابية لهذا الكيان وخطره الداهم على الأمن والسلام الدوليين".
وأشار إلى أن إيران ستتخذ الرد المناسب لحماية سيادتها ومصالحها، محذرًا من أن "استمرار العمليات الإرهابية" يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط.
حماس تنفي تسريبات الاحتلال وتكشف ملابسات جديدة
من جهتها، نفت حركة حماس المعلومات التي نشرتها القناة 12 الإسرائيلية حول عملية الاغتيال، مؤكدة أن ما تم تداوله حول استخدام قنبلة داخل الوسادة غير دقيق.
ووفقًا للبيان الذي أصدرته حماس، فإن تحقيقاتها الخاصة، بالتعاون مع أجهزة الأمن الإيرانية، كشفت أن الاغتيال تم باستخدام صاروخ موجه استهدف هاتف هنية المحمول.
الصاروخ، الذي كان يزن 7.5 كيلوغرامات من المتفجرات، استهدف هنية بشكل مباشر، وهو ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية التي تحدثت عن قنبلة وضعت في الغرفة.
وتعتبر حماس أن ما نشرته القناة الإسرائيلية "مجرد محاولة يائسة من إسرائيل لإبعاد الأنظار عن الجريمة المركبة التي تمت عبر انتهاك السيادة الإيرانية".
مشيرة إلى أن الاغتيال وقع في موقع رسمي في طهران، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف.