شهد المؤتمر الافتراضي لتأبين القائد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي ارتقى شهيدًا قبل يومين، والذي انطلق الأحد عبر بث تلفزيوني من أنحاء العالم الإسلامي قادته قناة وطن وقنوات أخرى عربية وحدة مغاربية لا تعرفها السياسية الحاكمة في البلدين ولكن التوحد كان في ذكر مناقب السنوار وقادة حركة حماس المجاهدة.

وقال د. أحمد كافي استاذ التعليم العالي للدراسات الإسلامية بالمغرب من السنة أن يقول المسلم ما تعلمه من دينه "إنا لله وإنا إليه راجعون" اللهم اؤجرنا في مصيبتنا واخلفنا واخلف أمتنا خيرًا منه في البر والتقوى.

وأضاف "الانسان لا يقتله إلا أجله والله تعالى ساق بعض الأسباب في الحياة أسبابا للموت وهناك من يموت بغرق وهدم وردم أو حادثة وهذه أسباب يراها الناس.. وهناك من يموت صحيحا يموت معافًا بين أهله وأحبابه ثم يأتيه الموت.. ويقتل الإنسان أجله ( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر..) ولا ترتبط بحضر ولا بصحة أو عافية أو إقدام ".

وقال: "اللهم أنت كتبت الآثار ونسخت الآجال وأكرم الله الشهيد بالموت في سبيل الله .. وسيرة الصالحين أعظم الاعمال وأبركها من عاش صاحبها في سبيل الله ومات في سبيل الله".

وأوضح أن المجاهد الشهيد يحيى السنوار عاش فتمسك بطريقه وعلى ما عاش عليه وأنه سار على الطريق التي كان عليها حتى لقي ربه وهذه الطريق التي لقي الله عليها ياسين والرنتيسي وعماد عقل وسعيد صيام وهنية فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم.. نسأل الله أن يغفر له ومن سبقوه ومن بقي على الحياة غير مغيرين ولا مبدلين.".

اصطفاء الله 

وقال الشريف الحسن الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب: "استشهد السنوار بقتلة كان يتمناها وكما كان يتمنى أعداؤه العافية فكان يتمنى ألا يموت على فراشه كما يموت البعير".

وأوضح أنه "اصطفاه الله إلى جواره سعيدا شهيدا ومن عجائب القدر أن الاعداء هم الذين صوروا لحظاته الأخيرة وصوروها بالصوة الدقيقة وصوروا ماذا كان في جيبه وظنوا أنهم بذلك يذلون المسلمين ولكنهم أثبتوا أن للأمة قادة عظام يقولون ويفعلون.. وإن كنت إمامي فكن أمامي في الميدان".

وأضاف، "عُرِف السنوار بالعبادة والزهد، يقوم الليل ويوقظ إخوانه لصلاة الفجر ويعلمهم أحكام التجويد وكان قائدا عسكريا محنكا واستطاع أن يفجر الملحمة الإسلامية العظيمة طوفان الأقصى".
 
وأشار إلى أن "أعداءه يظنون أنه كان تحت الارض ولكنه فاجأهم أنه يفجر دبابتهم ويقتل صناديدهم..".

وفي خاتمة كلمته قال الكتاني: "سلام عليك يا أبا ابراهيم رسمت للأمة صورة المسلم العزيز بدينه نبراسًا لكل راغب في السير على دربك حتى لكل من هم من غير المسلمين المحبين للإنسانية والطامحين لانتصار الحق ورفض الظلم.. وإن الجهاد لطريق إما النصر فيه أو الشهادة.".

أما الشيخ مختار العربي مؤمن نائب رئيس رابطة علماء المغرب العربي فقال: "كل نفس ذائقة الموت وهناك من يموت على فراشه وهناك من يموت على هدف نبيل وهناك من يموت على هدف صفيق ولا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون".

واعتبر أن استشهاد المجاهدين وقود لهذه الأمة المباركة المجاهدة التي لا تخضع ولا تركن.

وعن قوله "واجعلنا للمتقين إماما" أضاف "..خرجوا وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم وذراريهم وصدقوا الله فصدقهم ومن قبله الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية ونحسبهم ولا نزكي على الله أحدا طلبوا الشهادة وأثخنوا في العدو جعلوه عبرة لكل معتبر.." موضحا أنهم "هم الميامين الكبار الذين سطروا التاريخ بدمائهم وبجهادهم.".

وعن عزائه "نعزي أنفسنا لأننا فقدنا قائدا عظيما (وجدنا صلاح الدين ولكننا ضيعناه) فلذلك نعزي أهلنا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة وفي القسام في خصوص الخصوص ونعزي الأمة ونسأل الله أن يخلف على الامة خير منه".

وقود المعركة

ومن علماء الجزائر، قال عبدالوهاب بن خليفة  نائب رئيس جمعية الأيادي البيضاء إن "ثلة من القادة الشهداء .. دماؤهم وقود للمعركة حيث استشهاد أبو إبراهيم وهو ممتشق سلاحه ويدافع في الخطوط الأمامية لأن المسؤولية عظيمة وجسيمة".

وأشار إلى "الدور الكبير جدا المنوط بكل من يحمل الدين في قلبه ومنه الدعم المالي وهو جهاد بالمال لأن المعركة معركة وجود لا معركة حدود ومن يقول الله لا إله إلا الله مخلصا فهذه معركته".\

ومن جانب آخر، قال عبد الرؤوف زنينة عضو جمعية علماء المسلمين بالجزائر: "لا نملك إلا أن نقبل أياديهم، السنوار شرفنا في حياته بل في حياته الثانية وكيف بمن صدق الله فصدقه.".

وعن واحب الأمة قال إنه "الإسناد والإمداد وهو واجب تقتضيه الشهامة كما تقتصيه الديانة.. إسنادهم بالمال هو واجب، وقد قال ابن تيمية: "ومن عجز عن الجهاد بنفسه وقدر على الجهاد بماله فهو واجب عليه"، ونفى عن المجاهدين بالمال أن يكونوا من القاعدين".

ودعا لاستحضار نية الجهاد فقد يكتب الله لنا أجر المجاهدين.

وحذر من صفة المنافقين بالطعن في المؤمنين مطالبا الأمة أن تفضح منظومة النفاق التي تهول من تحديات المجاهدين وتصرف الناس عن قضيتهم.. وصرف هذا النوع بذكر الله سنن الله في الأمم وكل أمة تعتز بشهدائها في حروب التحرير .

وأكد أن "شعبا لا يدفع ثمن الحرية من الدماء والأشلاء لا ينتظر التحرير".


بدورها قالت د. سامية جباري أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر أثناء المؤتمر أن استشهاد القائد السنوار "ضربة قاضية لليهود وأعوانهم والاتهامات التي يرددونها أنه يأكل ما لذ وطاب ويعيش في الأنفاق ويتمترس بالأسرى.. ومن اليهود من أبطل كل الافتراءات التي كانت ضده بنشرهم صور خاتمته".

وأكدت أن السنوار "حتى باستشهاده رجل بأمة وكان يقود سرية بنفسه .. يدافع وينافح عن القضية والصور التي جعلها الله ضربة لهم وبأيديهم.. كما كان شهيدنا يتمنى في لقاءات على العلن أن يموت على يد العدو .. مشاهد الخاتمة مخزية لليهود ورافعة لشأنه .. تاريخ يكتب بدماء الشهداء".

واعتبرت موته "أسطورة كما كان في حياته "عشت أو مت أسطورة.. لقد مت الموتة العزيزة الكريمة والأمة يكفيها أن تننظر لحظات.. فالشهاة باقية إلى الأزل .. واليوم الموعود إنه النصر المتين الذي لم يبق بيننا وبينه إلا صبر ساعة.. ولن يهزمكم العدو لأنه جبان".

وأوضح الداعية سليم محمدي من الجزائر أن الشهيد عكس الغائب غير الموجود .. والشهيد هو الحاضر ولتكونوا شهداء على الناس .. له من خصائص الأحياء (وعند ربهم يرزقون) و(وفرحين بما آتاهم الله من فضله) و(يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم) فهم يؤثرون على من على الأرض ويتأثرون بهم.. الشهيد ينتقل من مكانة إلى مكانة.

وعن فضل الشهيد قال "يكفي أن نسرد حديثا على شرط الشيخيين يروى ع فضل المرابط والشهيد فعمله إلى يوم القيامة ممتد فله في كل عام حج مبرور .. وله صيام شهر رمضان من كل عام وهذا لا ينقطع عمله..".

ووصف السنوار  بـ"مجاهدنا الاسد الهصور" موضحا أن "حياته كانت لغزا أرعب الصهاينة على اختلاف مواقعهم .. وأقض مضاجعهم وخرب أفكارهم .. وكانت مقتلته فاتة في عضدهم ناسفة لسردياتهم".

وتساءل متعجبا "أي نوع من الأوسمة تقلده السنوار وهو ببزته العسكرية يذب عن الأمة وعن دينه وعن عرضه.. كان ارتحاله نار ونور نار على الأعداء تلهب الارض، ونور للسائرين من خلفه التي لطالما رددوا هذه الكلمة وانه لجهاد نصر او إستشهاد".

وأكد أنه "فاز وأعطي امينته .. ومن يصدق الله يصدقه .. وهذا التقي والنقي الذي ارتحل ليكمل سرديته من 7 أكتوبر ليرويها في العالم الآخر".
 
أما الشيخ الطيب ابراهيمي من علماء الجزائر فقال: "لا ريب أن الأمة الإسلامية أصيبت مصيبة فاستشهاد البطل المغوار الذي وهب حياته منذ نعومة أظفاره أن يكون على درب الجهاد والاستشهاد ورضي الله عنك إذ لقيته شهيدا".

وأضاف أن "دماء الشهداء لا توقف الحركة أو الجهاد إنما هو وقود على طريق وقود يستفيد منه من يواصل الطريق ليحرروا بيت المقدس وينبهوا هذه الامة النائمة".

ولفت إلى أن "محاربة الجهاد هو الذي يقوم به الغرب الكافر وهؤلاء هم الارهابيون .. يريدون شيئا واحدا يريدون ان يقضوا على من كل من كان فيه حرية أو مقاومة أو فهم للاسلام .. يريديون أمة راكدة لا تحرك ساكنا .. يريدو أن يسيروا العالم الإسلامي كما يريدون .. ونرجو الله أن يجعل المقاومة شمعة لا تنطفأ .. فهذا جهاد الدفع وهو مقرر عند علماء الأمة .. كل من يمكنه حمل السلاح فليقاتل ليحرر الأرض والعرض ويحرر أرض الإسلام من الطواغيت والمحتل .. جهاد الدفع واجب".

وأوضح أن النبي قاوم بما استطاع وحفر الخندق ولم يسالم رسول الله ولم يتسجب للمخذلين .. أين أنتم من جهاد الدفع".