هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، باستهداف سيارات الإسعاف في جنوب لبنان، مبرراً ذلك بادعاءات استخدام حزب الله لهذه المركبات لنقل أسلحة ومسلحين، دون تقديم أدلة تدعم هذه المزاعم. وجاء هذا التهديد في ظل استهداف متكرر لفرق الطوارئ والمستشفيات خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.

صرّح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن الجيش الإسرائيلي اكتشف "استخدام عناصر من حزب الله لسيارات الإسعاف لنقل مسلحين وأسلحة". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي سيقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين، بغض النظر عن نوعها"، مما يهدد سلامة العاملين في القطاع الطبي في مناطق النزاع.

استهداف متكرر لفرق الإسعاف والمستشفيات
يأتي هذا التهديد بعد سلسلة من الاستهدافات الممنهجة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد فرق الإسعاف والمستشفيات في جنوب لبنان منذ بداية التصعيد العسكري في أكتوبر 2023. في الرابع من أكتوبر الجاري، استشهد أربعة مسعفين نتيجة غارة جوية استهدفت سيارة إسعاف قرب مستشفى مرجعيون الحكومي، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية.

كما استهدفت الغارات الإسرائيلية منشآت طبية متعددة منذ أواخر سبتمبر الماضي، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى بين العاملين في مجال الطوارئ.

الأمم المتحدة تدين الهجمات
من جانبها، أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن أكثر من 100 من العاملين في المجال الطبي وفرق الطوارئ في لبنان استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي. وقالت المفوضية في إفادة صحفية للأمم المتحدة يوم الجمعة: "تلقينا تقارير عن ضربات جوية استهدفت مراكز طبية أخرى، وأدت إلى مقتل مسعفين ورجال إطفاء"، ما يشير إلى انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب وحقوق الإنسان.

نداء عاجل من نقابة أطباء لبنان
في هذا السياق، أطلقت نقابة أطباء لبنان نداءً عاجلاً إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للتدخل ووقف "المجزرة" التي يتعرض لها الجهاز الطبي اللبناني. وأشارت النقابة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية بحق العاملين في القطاع الطبي تمثل "خرقًا فاضحًا" لمواثيق الأمم المتحدة، بما في ذلك اتفاقية جنيف التي تضمن حماية العاملين في المجال الطبي أثناء النزاعات المسلحة.

وأكدت النقابة على مواصلة الجهاز الطبي رسالته الإنسانية رغم التحديات والمخاطر، مشددةً على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان.

استمرار الغارات والتصعيد
منذ 23 سبتمبر الماضي، تشن إسرائيل غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مناطق متفرقة من لبنان، ما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى، إضافة إلى نزوح ما يزيد عن 1.2 مليون شخص وفق البيانات الرسمية. في المقابل، يواصل حزب الله تنفيذ عملياته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، موسعًا نطاق استهدافاته ردًا على الجرائم المتواصلة بحق المدنيين اللبنانيين.

تأتي هذه التطورات وسط مخاوف من تصعيد أكبر في الصراع بين "إسرائيل" وحزب الله، مما يهدد بمزيد من الدمار وسفك الدماء في المنطقة.