أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن نحو 25 معتقلًا من قطاع غزة، بينهم سيدتان، أطلقت سراحهم عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع، حسبما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». 

وظهر المعتقلون المفرج عنهم بحالة صحية سيئة، ولم يستطع بعضهم المشي إلا بمساعدة آخرين، كما بدا التعب والإنهاك بوضوح على بعضهم، وبينهم مسنون، بحسب مراسل «مدى مصر»، الذي أجرى مقابلات فيديو مع  بعض المعتقلين من داخل مستشفى غزة الأوروبي الذي نقلوا إليه.

إبراهيم سالم، أحد المعتقلين المفرج عنهم، أشار إلى عصبة تركها جنود الاحتلال ملفوفة على رأسه، وقال لـ«مدى مصر»: «هذه غمّاية.. 24 ساعة ملزقة في عينينا»، مضيفًا: «طول اليوم زي هيك.. تعذيب.. سب ..قهر.. كلاب.. اغتصاب شباب.. حالات الله بيعلم فيها يعني».

ما شهده سالم مماثل لما قاله آخرون من المعتقلين في شهاداتهم عن الأشهر التي قضوها في سجون الاحتلال، ومنهم إبراهيم أبو سعادة، الذي اعتقل منذ يناير الماضي، وأوضح لـ«مدى مصر» أنه تعرض لأنواع مختلفة من التعذيب خلال فترة سجنه، ما بين الضرب والتخويف والحرمان من النوم، قبل أن يُنقل إلى سجن عوفر، ليشهد ذات الممارسات العنيفة بحقه وأسرى آخرين، مات بعضهم نتيجة للتعذيب.

وباغت سجانو الاحتلال، المعتقلين الفلسطينيين، باقتحام غرفهم بأعداد كبيرة من الجنود والكلاب البوليسية، حسبما قال أبو سعادة، فيما قال المُسن وليد حبيب، المعتقل منذ نحو شهرين، إن التعذيب كان عادة يومية لدى جنود الاحتلال الذي أساءوا معاملة المعتقلين، حيث أجبروهم على البقاء منبطحين على بطونهم، مع استمرار التعدي البدني في مختلف الأوقات، مضيفًا لـ«مدى مصر»: «عارفين إني كبير ومريض.. وكنت باقول علاج، مش راضيين يجبيوا لي علاج».

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم، إن سلطات الاحتلال تواصل استخدام عمليات التّعذيب والإذلال الممنهجين بحق معتقلي غزة، إلى جانب جملة من الجرائم الممنهجة، استنادًا للعديد من شهادات معتقلي غزة الذين تمت زيارتهم، إلى جانب شهادات المفرج عنهم.

وأوضحت الهيئة والنادي، في بيان مشترك، صدر اليوم، أن ما يجري في سجن عوفر بحق المعتقلين لا يقل مستواه عن الشهادات التي نقلت من معسكر «سديه تيمان»، والذي شكل العنوان الأبرز لجرائم التعذيب بحق معتقلي غزة، وهو واحد من بين عدة معسكرات وسجون يواجه فيها المعتقلون والأسرى جرائم ممنهجة، وغير مسبوقة منذ بدء حرب الإبادة.