سليمان خاطر شاب مصري بسيط من الشرقيه عاصر وهو طفل، 9 سنين، مذبحة بحر البقر التي ارتكبها الصهاينه في أقرانه من أبناء قرية قريبة من قريته، فكان موقفه الشهير في مثل هذا اليوم 5 أكتوبر، هو قتل 7  من أصل 12 أثناء نوبة حراسته، في منطقة حدودية شرق سيناء.
 
غير أن ما يجمع سليمان خاطر في ذكرى تنفيذه واجبه، هو تزامن الظرف مع إدعاءات أنظمة العسكر من أن سليمان خاطر قتلوه و قالوا انتحر، كما قتل الإنقلابيون محمد كمال و قالوا تبادل إطلاق نار.
 
محاكمة عسكرية
 
التحق خاطر بالخدمة العسكرية الإجبارية، وجند في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي، وكان يؤدى مدة تجنيده على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، عندما أصاب وقتل 7 صهاينة في ٥ أكتوبر ١٩٨٥ أثناء نوبة حراسته في رأس برقة بجنوب سيناء، حين فوجئ بمجموعة من السياح اليهود يحاولون تسلق الهضبة، التي تقع عليها نقطة حراسته، فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها قائلَا: «stop no passing» لهم إلا أنهم لم يكترثوا بندائه بل سخروا منه وواصلوا سيرهم إلى جوار نقطة الحراسة فأطلق عليهم الرصاص.
 
جاءت الأوامر للمخلوع مبارك بقتل سليمان، وصدر قرار جمهورى بموجب قانون الطوارئ بتحويله لمحاكمة عسكرية، وطعن محاميه في القرار الجمهورى وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي.
 
وتم رفض الطعن وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلًا من المحكمة العسكرية.
 
قتل أم انتحار
 
وعلى غرار التقارير الأمنية بحق المعتقلين، وقال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان إنه سليمان "مختل نوعًا ما"، وكان التقرير تمهيدا لما سيتم لاحقا بحق جندي مصري أدى واجبه، ودعمت صحف نظام مبارك التقرير فوصفته تلك الصحف الموالية للنظام بالمجنون، وبعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريًّا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة، ومنه نقل إلى مستشفى السجن؛ بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديدًا في 7 يناير 1986، أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة.
 
المخابرات والمذبحة
 
وعلى إثر قتل سليمان خاطر، لمع نجم ضابط المخابرات عمر سليمان آنذاك، وكان دوره واضحا في "تقرير الطب الشرعي" الذي ذكر أن سليمان انتحر، ورددت الصحف القومية المصرية نفس الزعم أنه انتحر، وقال البيان الرسمي إن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور وقتها إن الانتحار تم بملاءة السرير، وقال الطب الشرعي إن الانتحار تم بقطعة قماش مما تستعمله الصاعقة!!.
 
وزعم التقرير الذي نشرته الصحف القومية، أن سليمان مات بما أسموه "اسفكسيا الشنق"، وأنه شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار، فيما قال من شاهدوا جثته إن الانتحار ليس هو الاحتمال الوحيد، مستشهدين بأن الجثة كان بها آثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع على الرقبة، وكدمات على الساق تشبه آثار جرجرة أو ضرب.
 
أسرته تتهم
 
واستبعد ذوو سليمان شبهة الانتحار، فتقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة؛ لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب؛ مما زاد الشكوك، وأصبح القتل سيناريو أقرب من الانتحار.
 
قال أخوه “لقد ربيت أخي جيدًا، وأعرف مدى إيمانه وتدينه، إنه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه، لقد قتلوه في سجنه”.
 
وما إن شاع خبر موت سليمان خاطر، حتى خرجت المظاهرات التي تندد بقتله من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، لاسيما في محافظة الشرقية.
 
وقطعت قريته "أكياد-مركز فاقوس" وأبناء القرى المجاورة، الطريق الواصل بين مدن الدلتا ومدن القناة، احتجاجا على قتل "ابن البلد" الذي قتل اليهود، من قبل أعداء مصر الداخليين، فهب الطرف الأخير ليؤدب القرية بقوات الأمن المركزي التي لم تفلح في تهدئة الناس ووقف غضبتهم، فهرع مبارك وعمر سليمان لإنزال الجيش والدبابات لتحجز مكانا على الطريق 42 الحربي، وتطفئ احتجاجات الأهالي من خلال رموز الناصريين، تماما كما فعل خالد علي مع مظاهرات 15 أبريل 2016.
 
بالمقابل، تسلم أسر القتلى الـ7 من الصهاينة، تعويضًا عن قتلاهم من حكومة مبارك التي قالت عنها الحاجة أم سليمان خاطر: "ابني اتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل".